إهداء : إلى أمي عادة كل ذاكرة طيبة .. 
وإلى نسْمة فقدت من ذاكرة القرية 

أنا إذا قلتُ عنكِ كل النساءِ , لا أملك أن أقصي بقية النساء , لكني مقصياً بقية الرجال أفترضني عالماً 
بكل حرب
بكل سلامٍ نادر 
بكل نوافذٍ نادراً ما تفتح نفسها لمنتظرين منفىً أو جحيم 
لأن الإنتظار مذهبُ التوقعاتِ .. مهرجانُ الخوف 
مضاعفات العدد " حيرة " 
عرشُ إبليس
اتساعُ البستان " تفاحة " 
هبوط لما هو أقسى من الأرض 
وأوجع من امرأة 


البحرُ كان فسحة المنبوذين , لبرهةٍ من نسيان العقوبات , أو سكوناً قصيراً لغضبِ الله .
البحرُ صدى اللاشيء ..حوار المشردين .. ضياع الطرف الآخر ..
مدىً مفخخ
فافعل ما شئت
تجول من مكانك
إنك لن ترى إلا تكراراً خبيثاً لما هربت منه
حين يصبح المدى شاشة امرأة
سينما الخيانة
عطر الذاكرة المخيف.


البحر يراودني عن صنعاء , يبتزني لهجرة.. يستفزني لكتابة رسائل طائشة
لاختناق لم ينقذ نفسه منه
لمقارنة قاسية بين " ملحين"
بين امرأة تسلطت على الطاولات
ومواقيت يومية
وساعات بيولوجية
على رجلٍ استبدل دورته الاعتيادية حول نفسه
بالمكالمات الليلة
بقلقٍ لم يخطر على بال طفولته
ولم يأتِ في حسابات قريته الصغيرة للكوارث
حيثُ كان يربي قطته قلقاً على بقية الأكل
على جوع الأصدقاء .


أنا أفترضك آخر النسوة بافتراضي أنني الرجل الذي ابتكر وظائقاً جديدة لفمه , لقبلةٍ ظن أنه يؤرخ لتاريخ لا يقوى رجل –لو جاء- على تكرارها.
ظنون ابتكاراته خبأت عنع مسافات قبلهُ ومسافات بعدهُ
لم يفسر إلا متأخراً أن تعريف المسافات الكثيرة/الكبيرة:
ابتكارٌ أول للضياع
خبرٌ عاجلٌ لعوالم لم يسمع عن اهتماماتها أو ما يخيفها
لامرأة اعتادت أن ترى نفسها عارية أمام المرآة
واعتادت تعرية العالم أمام نفسه
يا لدهشة أن يصبح مبتكراً أولاً لعمى الألوان
وسوء التقدير
لفخ قبلة .


يخدعني البحر بدواليبٍ لها رسائل متعفنة , ما استطاع أن يوزع البريد على الغرقى والمفقودين
ما استطاع أن يقرأ عناوينهم
ولا أن يستدل على ملامحهم .


وتفشل اللغات في خلق ملاذات آمنة للهاربين من اعتداءات الكلام ومن تقبل الهزيمة بنفس الصيغة.
لـ قواميس تجهز اتفاقات تسليم رجالاً متعبين هاربين إلى اللغة الأم التي أكلت أطفالها, أمٌ تعودت ارتكاب أخطاء ترجمة فادحة قوامها رجالٌ وقصص .


مؤامرة الأماكن تزرع أفواهاً في الجدران
تصمم صدى لضحكات في يدها عصي تعزر رجلاً
عن مواعيده
عن ماضيه
عن حرية تنازل عنها
عن حرية طالب بها
عن أقدارٍ أوكلها للمرأة ذاتها
عن ثورة لم يستعد بها أقداره
وهي ما تزال تشتهي أن يكون هناك :
نقصٌ في الأجل
حطام في العالم المفترض
خطأ في التقدير
ثمنٌ باهظ " للحب ".


أنا حين أخطأتني في تلبس العالم ,أسأت في تبني خطيئة الحياة , في تكرار آدم , في اختراع فكرة الموسيقى كجيبً زمني للذاكرة
حين خبأت صوراً طبق الأصل للطاولات
حين منحت ذاكرة للكراسي
وساعة بيولوجية لصوتك
لفرصة إدمان
حين رهنتُ الصباحات عندك
بترت البدايات
وسلمتُ فكرة البحر للحفر الكبيرة ... تعثرتُ.


أنا حين استأثرتني كشاعرٍ , صنعتُ منحدراتٍ على الورق
أنجزتُ دواوين الدحرجة
كان المنحدر اسمك
والسقوط قانونٌ فيزيائي لمضاعافات الارتطام
لشهوة السرعة
لخداع في مقاسات الصورة
لخيبةٍ غير متوقعة .


أنا حين فتحت مسارات للمدن .. ما ألقيتُ بالاً لورطة الأزقة وهي تدافع عن ضيقها بحوادث البطئ والإعادة الثقيلة لمعرض الحياة .

0 التعليقات

إرسال تعليق