عند فاصلةٍ في مهبِّ الطفولة ،
أوقفني حيث كان الولد ,

وأراني دفاتره وخرائط أحلامه ,
كان نبتاً بهيّاً،كأسلافه الجبليين ,
من أزل الروح حتى الأبدْ ,

كان يقرؤهم،ويعيد قوامسهم ،مثلهم ,
فيسمّي القرى وطناً ,
والحقولَ بلدْ ,

وكان فخوراً بأن غرسوا، باسمه،سدرةً إذ ولدْ

وقال: سأسكن فيها يماما ليغرقها بالهديل
إذا مالقيت الصبايا صباح الأحدْ

وقال:سأنخب منهن واحدة
وأعتقها في خوابي المدينةِ
حتى تفوح كصيفٍٍ
وتعبق ريحانةً
وتسيل بردْ

وقال: سأطلقها في دروب المدينة،مهرة حريةٍ
وخلاصة ماجبل الله من زينة الخلق
عند انحسار الزبد

هكذا عند فاصلةٍ في مهب الطفولة،كان
وهاهو يمضي إلى حافة العمر
محتملاً وزر أسلافه
ودماء الرجال الذين
يموتون دوماً نهار الأحدْ

وماهو إلا فتى حلماً
لم يصل ، منذ خمسين عاماً
إلى ما قصدْ

يالهذا العجوز
الولد


عسير

http://www.youtube.com/watch?v=1y0W4FqZusg

0 التعليقات

إرسال تعليق