لم يبقَ من أحلامِنا
غيرُ الثقوبْ
و دماؤنا في اليمِّ
نشوى
قد ضيَّقوها
روَّضوا آلامها
فبَدتْ على الأسلاكِ
و الأخشابِ أنثى
مِنْ حليْب ...
----
لم يأتِ من وجعِ الجياعِ
تساؤلٌ
هَلْ يُرْتجى مِنَّا الوميضْ؟
قد شاغَلَ الأنواءَ
طفلٌ في رذاذ الخوفِ
يُشْوى ،
و احتمى
حتَّى بكاهُ المستحيلْ ...
و الأرضُ تُنْهِضُ ثديَها
رفعَتْ فساتين النوى
ثمَّ استدارات خشيةً
و تأوَّهَتْ قبل النفير ...
- - - -
كم سائلٍ عضَّ الأنامِلَ
و ارتأى ...
فرأى أنامِلَ شوقِهِ
تحنو .. و تحفر
في الوريدْ ...
هذا سفيرُ الوجدِ
يشهد لوعتي
في حلكةٍ متوعِّكةْ ...
*
- - -
كم نجمةٍ أيقظتَها
بقصائدي
و غسَلْتَها بمواجعي
غازلْتُها في وحدتي
نَظَرَتْ إليَّ
و غرَّدَتْ كالنائحة ...
و الجاثمونَ على الأرائكِ
كالمُدى
هُمْ عاطلونَ عن المشاعر
كالرّدى
خدٌّ يزغرِدُ للضياعِ
و دمعةٌ مَسَحَتْ
عن الأجفانِ
حزناً سرمدا ..
لم تُعْطِني وقتا
أشدُّ وثاقَهُ
لم تُهْدِني ورداً
أزيحُ همومَهُ
و الحلمُ في قاعِ الغوايةِ
ساهرٌ و مُعَلَّقُ ...
نارٌ على نارٍ
و عين الخلقِ في الرمضاءِ
ذكرى تُمْضَغُ
----
شيئاً فشيئاً و المياهُ
تغرَّبَتْ عن طبعها
عن أهلِها
فمذاقُها في القلبِ
ليلٌ مُرْعِبُ ...
ماذا نبيعُ إذا تغرَّبَ
صيفُنا
بل نِفْطُنا ؟
ماذا نقولُ إذا تجمَّدَ صوتُنا
بل جَهْلُنا ؟
بعضُ السؤالِ إلى السؤالِ
سيرجعُ ....
ذا جمرُ بيتي
ذا سعيرُ مروءتي
يتجمَّدُ ...
و الراقصون على جراحي
خَمْرُهُمْ تَتَعَتَّقُ ...
فكؤوسهم ، و نساؤُهم
و قصورُهم
في الحلمِ تبدو بلقعا ...
- - -
هَلْ نُخْمِدُ الجمرَ الرقيبَ
إذا دعَتْنا فرصةٌ
لا تُرْحَمُ ... ؟
أسكنْتُ بوحي في الفيافي
فالقصائِدُ عاقره ...
و تملَّكَتْ أصقاعُ خوفي
غُصَّتي
فالعين في الأحداقِ
ذكرى عابره ....
- - - -

0 التعليقات
إرسال تعليق