مناجاة : جلال الأحمدي

بحق مالي من لهفة عليك

بحق مالك من حلم علي

بحق مالنا من حزن طيب في جيوب الذين نحبهم 
بحق ماللذين يحبوننا من سهر علينا

بحق القرى البئيسة
التي ترتقب صباحات فرحك

بحق المدن المخبأة لنا
المعبئة بالزيف وثاني أكسيد الكربون

بحق رغبتك باحتضاني
ورغبتي بالتهامك

رغبتي في الابتعاد عن الشعر
ورغبتك في البقاء على قيده

بحق ماقطفناه من ورد
ماسفحناه من كلام
ما أغرينا به الموت
وأغرانا به النسيان

بحق مانعرفه من اغاني
وما نظن أننا نعرفه من أغنيات

بحق جنوني لأحبك
وشجاعتك لتقبلي

بحق الصدف التي نسميها قدرا
والقدر الذي يتحاشى المرور بجوارنا


بحق الحطاب الذي هو أبي
الحطاب الذي هو الجبل
الحطاب الذي هو صديقي
الحطاب الذي هو أنت ..

بحق الفأس التي تفصلني عن  بالأرض
والأرض التي تفصلني عن السماء
والسماء التي تفصلني عنك

بحق الحطب الذي يجري وجعه في دمي
ويطير وجعي في دخانه

بحقك بي
سأضيء شجرة في البال
وأتواطؤ مع المساءات ضدي
مع الناي ضدي
مع المقاعد الخشبية ضدي
 مع السجائر وعلب الهدايا
مع الأبواب وطوابع البريد
والمشاعر الالكترونية
ومع الحرب كذلك

بحق هذا السفر فيك
والسفر إليك
والسفر معك
والسفربي دوني

بحق ماتعرفينه عني
وما أعلمه فيك

ماتحفظيني به
وما أحفظه لأجلك

بحق وحدتي بك
اغتنمي هذا الملح على شفتي
اغتنمي المسامير وهي تمد أعناقها في جلدي
اغتنمي العصافير وهي تتناسل من بين أصابعنا
اغتنمي شعرك وهو يتسلل بك نحوي
اغتنمي الحافلة والسكك والمطارات ..
وهي تمتصني من خوف لآخر
من تيه لأشد منه

بحقي من التعب والغياب
من السهر والتذكر
من الحظ البائس ومكائد القبيلة

بحقي في أن تقولي لي يا حبيبي
وأن أقول لك صباح الخير

بحقي الطبيعي في أن أمد يدي فألتقط أصابعك
أن أقترب منك فتتفحصني شفتيك

بحقك فيّ  من أن تتعثري  بأخطائي
من أن تجدي  فيّ ملاذا لآهاتك
وبحقك من أن تتلاشي بي

أسألك بما لله في نفسك مني
وبما لله فيك مني
وبما لله منك لي
وبما سيكون فيك لي
وبما ليس لي منك وكان فيك
أسألك تيها لا يغادرني منك

بحق ما علمناه لأولادنا الذين سيجيئون
بحق ماقرأناه أو كنا سنقرأه عليهم
بحقهم وهم يتسلقون غفوتك بضجيجهم الحلو
وهم يسرون إلى الآلات والأدوات
وهم ييسرقوننا من االسأم ومن الخوف

بحقهم حين يتركون بقع الحلوى على قميصي الأبيض
وحين تتركين قميصي الأبيض على حبل الغسيل
وحين أحلم أن أصبح حبل غسيل

...

..

.

----------------------
شاعر من اليمن