سافرة ..
كل شرفات القصيدة ،
تتسكع ظامئة
فوق أرصفة شجني ،
كفتاة
تفتش في عيني
عن رغبة في التسكع
خارج الوقت ..
تحلم بدعوة ساذجة :
لنأكل ، سويا ، خبز الكلام
بدلا من فلافل "نعمة"،
نشعل "العجوزة"
بقبلاتنا،
نرغم " النيل " على الغناء
و "برج القاهرة" على الرقص ...
نفرغ الدقي من اليمنيين
ليتنفس قليلا
و يشعر بوجودنا .!
نبتدئ رغبة ..
لننتهي قصيدة
عارية ...
لو مددت يدي
لتخطفني عشق لن أبرر ورطته
لو فتحت " البلوتوث "
لاعتقلتني لاسلكيا ..
كما تعتقلني القصيدة الآن..
القصيدة.. " القاهرة " ..
و" القاهرة "
امرأة معقدة!
تأكل عشاقها .
***
القاهرة ...
اللوحة تقلب ألوانها في العيون
العيون التي تلتصق بالمرائي
المرائي التي توقف اللحظات
اللحظات المترنحة في "الغرز"
"الغرز" المعبأة بالفراغ
الفراغ الذي يسرق الصبا
الصبا الذي يصنع العشق
العشق الذي يتنفسه الصباح
و يتدثر به الليل
الليل الذي أربكه العزف
العزف الذي يتنزل من الشرفات
و الشرفات قصائد يكتبها
قلق القاهرة.
***
في القاهرة
يفرش العشق سجادته
على الرصيف ،
لا أحد برئ من الحب ..
حتى أنا
اكتشفت أني ما أزال أمتلك قلبا
صالحا للعشق..
***
جئت متأبطا نصف حلم..
أفتش بين ضجيج لحظاتها
عن قميص يوسف
ألقيه على زوجتي
فتبتسم
و أبتسم ، أنا ،
و أطفالها
الذين اختطفهم الخوف باكرا ...
كان قميص يوسف ينام جوار الحسين ..
يا الله ..
هذا ضوءك
يأخذني إلى حيث الخلاص..
يا الله ..
هل أشكر القميص
أم الحسين
أم القاهرة ..؟
***
القاهرة ...
صرت أقرأ ، ببلادة ،
وجوهها الكثيرة
و أزمنة محنطة على ظهرها..
أستلذ ضياعي
في زحام الحكايات
أستمع إلى " أبو الهول "
و هو يخطب
في أرواح الفراعنة
التي تسكن رمال الجيزة
وتحلق يوميا
فوق أبراج
شكلتها الضرورة
مدنا ..
***
كيف أوقف نهر التذكر
من الثرثرة
في أذني ؟
كيف أنعتق من هذا الحنين
الذي يذهب بي إلى أرقتها
لأضيع كل يوم .؟
بين " العجوزة " و " الدقي "
بين " الحسين" و "العتبة"
بين الحارات المنسية
في "أرض اللوا "
تحت أفياء العمارات المسنة "وسط البلد"
الحنين يختطفني
إلى حيث
يعبث
التاريخ بدفاتري
حيث الدهشة تعلقني " بين القصرين"
على مآذن لم تحن قاماتها ..
أطالع حكايات تخرج من " بيت القاضي" ..
تعبر" خان الخليلي"
تتكاثر في الأزقة التي تحتفظ
بنكهة القهوة والشيشة ..
و رائحة الحسين
التي تخالط ذرات الهواء
تسكن شقوق الجدران
و تمنح رئات الأزمنة الحياة
من جراح الحسين
تخرج عصافير بيض
و معان بيضاء
و أسئلة
لا تتسع القاهرة
لأجوبتها ..

1 التعليقات
أشد على يديك .. و أهنؤك هذا التألق يا محمد عبيد .. و أشكرك على نشر قصيدتي في هذه الفوضى الجميلة
إرسال تعليق