الفراشة ُالتي دخلت من نافذةِ المطبخ
كانت تحومُ لأيامٍ في كلِ الغرف
ترتطمُ بالسقف كلما حلمت بالهواء
وتحكُ ألمها على ضوء خافتٍ للأباجورة الأصلية
الفراشةُ التي نامت كثيرا
على صوتِ هسيسِ الأشجار في التلفزيون
وعلى حوافِ الأحلام في الأغنيات الشعبية
لم تعد تذكر لون السماء تماماً
ولاتفرق بين الجدار والفضاء
لذا تتعرف الصباحات من حنينٍ في القلب
وتروضُ أمنياتها بالقرب من شجيرات البلاستيك
في ركن الصالون ....
الفراشة التي انتحرت مؤخرًا بسعادةٍ مفرطة ٍ
في زجاجةِ خل التفاح
المفتوحةُ من زمن
على سطح الثلاجة
التي كتب على إحدى جوانبها
قد تكون المواد المحفوظة قابلة للفساد
إذا تُرك الباب مفتوحا
الوراثة
قال الجد ُحكمتهُ للابن الأكبر ..
الابن نقلها إلى الأولاد والفتيات على حد سواء
الحكمةُ التي ترفرف الآن عاليا
في طريقهم نحو الجنون ...
الأولاد الذين علقوا صور والدهم
خلف مكاتبهم الرحبة
وفي مدخل الصالون !
وراحوا ينقلون الحكمة جاهزة
إلى أطفالهم وأحفادهم
والفتياتُ اللواتي كن يرددن َالحكمة
ويصنعنَ لها لحناً جميلاً
يغنونها وهن يَحكن خيوطا من الصوف
الحكمة التي التصقت بجدران البيت
ونطقتها الدُمى
واعشوشبُ بها فناء الدار
الحكمة ُالواقفة الآن
مثل صنمٍ ضخمٍ
على بوابة الحياة
شاعر من السعودية
خاص - فوضى

0 التعليقات
إرسال تعليق