لجدّةَ أسطورةُ الجدّةِ، امرأةٌ هي أمّ الحياةْ
2
لجدّةَ، أنّ النساءَ لهنّ الرياحُ خلاخيلُ خيلٍ بأقدامهنّ، إذا غشيتْ بالرواشين أسلمْنَ لليل مزمارَهُ -وأوارُهُ أوتارُهُ-
ورقصْنَ لبحّارةٍ
من خيالٍ، عُراةْ
3
لجدّةَ زهوُ البناتِ لبسْنَ الصباحَ عباءةَ ليلٍ مُطرّزةً بالنجومِ، وأخفينَ نافذةً في جيوب التنانير شاردةً في التخومِ، وأسرفن في العشقِ، يبذخنَ حائين:
حبُّ الفتى
وحياءُ الفتاةْ
4
لجدّةَ رَوحٌ يُراق، وشوقٌ يُساق، اغتسلنَ النساءَ بزيت الرحيقِ العتيقِ، قرأنَ المدينةَ غانيةً.. شَمّرتْ عن هواها الزنودُ، وهامتْ تُنـزّل في كلّ بيتٍ ملاماً ودوداً، وما زادَ عنها عشيقٌ ودودُ، وعُدْنَ غروباً إلى كحلةٍ تغمزُ الوقتَ ضاحكةً،
أينَ منهُنَّ..
عُزّى
ولاَتْ
5
لجدّةَ حنّتُها تتلوّى ثعابينُهَا -بين صدرٍ وظهرٍ- على جسدِ امرأةٍ،
أمُّها في دمي،
سمُّها في فمي،
والذي دقّ بالحنّة العدنيّة جبّ النحورِ قضى نَحْبَهُ دائخاً؛
خمرةٌ بلّلتْ دنَّهُ،
عتّقتْ في جرارهِ رَوحاً وقاتْ
6
لجدّةَ نوءٌ يُطالعُ مُدنفَها بالوصالِ،
إذا المطلُ أثقلَ ريشَ البلابلِ،
ضاقَ الفضاءُ
وأوغرَ رحبَ الفلاةْ
7
لجدّةَ...
تابَ على ركبتيها الفراقُ،
وطابَ على شفتيها المذاقُ،
عديني العشيّةَ أنْ يبرأَ القرحَ سيّدُهُ، أن يعُمَّ اليتيمَ رضا أبويه،
عديني-مدينةَ عمري- طقوساً تُصالح روحيَ قبل القيامةِ، لم يهتدِ القلبُ بعدُ، وزاغَ الصراطُ يُخبّطُ، أنّيَ حين أقلّبُ وجهي فثمّة وجهُكِ في بصري، يستنير به، ويقيم بقلبي الصلاةْ
8
لجدّةَ، أنّكَ تغرُزُ فيها عصاكْ
مَنْ دنَا في القميصِ
إذا حضرَ اللوزُ أخضرَ، والقلبُ غابتُه وارفةْ
لبَسٌ دورةُ العشقِ، يَقْتَصّ...والهجرُ غايتُه جارفةْ
همزةٌ أخذتْكَ إلى نزوةٍ
غمزةٌ،
فَتَّحَتْ وردةٌ، ونباتْ
9
لجدّةَ أنّي نسيتُ عليها صبايْ
رقصةً تشتهيها الصبايا،
رسائلَ شوقٍ تداولْنَهَا ثمّ أنكرْنَ
-بعد احتفائي بهنّ- هوايْ
عاتبتْنِي صبابةُ نفسيَ، عاتبني من ظنوني المرامُ
إيهِ منه مدارُكَ....
يا سادنَ القلبِ بالغرفتينِ المقدّستينِ: حجازٌ وشامُ
لكَمْ حَلَّ فيك مدارٌ
وكَمْ طوّحتْكَ النواةْ
10
لجدّةَ...
يا هوى جدّتي حين عاد أبي في المساء إليها، وحطّ على قدميها ضناه
بكى مرّتينِ: على أمّهِ ...وضناه
واستوى جبلاً،
ثمّ أوصى بنيهِ "بحوّاءَ" حين الوفاةْ
11
لجدّةَ حُوريّةٌ في بطونِ الأساطيرِ،
حوّاءُ فِي البرِّ ناصبةً
راحتيها إليها يؤول الشتاتْ
12
لجدّةَ أسطورةُ الجدّةِ، امْرأةٌ هي أمّ الحياةْ
2010

0 التعليقات
إرسال تعليق