ما الذي أخذك إلى جسر فؤاد شهاب في مثل هذا الوقت يا عم عبّاس؟ كما كتب لبسّام حجّار. الحياة؟ لعلّها أفلتت منه في يوم بعيد، ثمّ تعوّد الفكرة. كان عليه أن يحاول استعادتها في القصيدة، بشكل عابر. أن «يعيرها لخدمه يعيشونها عنه». كان عليه أن يمضي وقته في استعادة كل ما يفلت منه: الوقت، المعنى، المشاعر، الصور، الأفكار الكبيرة، الذكريات. الألم. ملفّ الأخطاء. الوجوه الهاربة التي تسيل في دمه. النص الذي لا يقفله عادة، وكثيراً ما ينسى إكمال الجمل، إذ تضيع التتمّة في غياهب اللغة ـــــ الفكرة، تغرق في خضمّ الصور والمفاهيم. النص، كما حياته، يتركهما مشرّعَين على تأويلات واحتمالات كثيرة، مؤجّلة غالباً.
اتصلت جميلة صباح أمس لتقول إنّ صديقنا في المستشفى (مهلاً، قرأت ذلك في قصيدة سابقة). صدمته سيارة، وهو يجتاز جسر فؤاد شهاب، الذي يصل بين البيروتين. ما الذي أخذك إلى جسر فؤاد شهاب في مثل هذا الوقت يا عم عبّاس؟ حتّى قنّاصة الحروب الماضية لا يعملون في الليل. من سريرك المسيّج بجمهوريّة الأصدقاء، سيكون عليك الآن أن تصمد، وأن تتحلّى بالشجاعة. هذا طلب شخصي. لا بدّ لنا من أن نستمرّ قليلاً ريثما نفقأ معاً «عين السيكلوب».
الأخبار اللبنانية

0 التعليقات
إرسال تعليق