اجلس الآن وحيداً حول طاولةٍ مستديرةٍ
أجلس الآن مستديراً حول نفسي
أجلسي الآن كطاولةٍ ليس عليها أحد
أجلس الآن..
ولا أعرف كيف
... تفوح مني رائحة التبغ والخسائر
قلبي دولاب محشوّ بعلّاقات الملابس
وبعلاقاتٍ شبه تذكارية
رأسي علبة سردينٍ صدئةٍ
كلّما هزّته ريحٌ
سمعت داخلي مواء قطٍ تائهٍ
كلّما رشقني الأطفال بالحجارة
تدحرج مثل كرة نحو برميل القمامة
كلّما سألتُ عن الوقت
انفتحتُ على العدم
وكلّما سألتُ..
صرتُ خفيفاً مثل لا شيء
عن يميني ريح
وعن يساري ريح
تأخذني ريح
وتحطّ بي ريح
وكلّما ارتفعتُ عن سطح الفكرةِ
كلّما ازداد حنيني للسقوط على حقيقةٍ حادة
أنا حجرٌ يفكّر بالطيران
أجلس كآلهةٍ قديمةٍ على عتبة حزني
وأفكّر بكتابة قصيدةٍ جديدةٍ لامرأةٍ لا أعرفها
أفكّر برسم صورةٍ لامرأةٍ لا تجيء
أفكّر بالطّريقة التي سأدعوها بها إلى كوب من الشّـاي
أفكّر في شكل ملامحها حين أخرج من جيبي منيدلا
و أدعها دون أن أقصد تسمع نباح كلبي الميت
أفكّر في الطّريق الطويل المؤدي إلى باب بيتي
أفكّر في الطّريق الطويل المؤدي إلى بيتي
أفكّر في الطّريق الطويل إلى بيتي
أفكّر في الطّريق إلى بيتي
أفكّرفي بيتي
ثم أفكر بشراءٍ مقبضٍ للباب
وبابٍ للجدار
وجدارٍ لنا
لكنّني الآن جائع
وأريد أن أنهي هذه القصيدة
ثم أريد أن أبكي لوحدي
وأنام

0 التعليقات
إرسال تعليق