يلمع كأيقونة
على بزتك المتعبة
وبشقّ الأنفس
تنجو بذبالة روحك
وفردوسك يقارع طواحين الهواء
يبحث عن نياشين مثلومة
ونصر زائف
تتكشف خرائبك آجرة آجرة
لا وردة تسامر القتلى المتماهين فيك
تبلعك المدن الملفقة
والملامح الغريبة
تشدك أعمق
أعمق
حيث سفالتها
الفتى المتوحد
يقبع في أتونه
في انتظار (غودو)
يفوّت القطارات السريعة
ندبته الشاسعة
-التي يعجز عن مداراتها( الكونسيلر)-
ترفع عقيرتها بالأوار
وتفضح غربته الضارية
تلهج بالماء
بعض ماء يا الله
فالصوم طويل
نفسك السندبادية الأمارة بالترحال
تسرف في الهجرات
يعترك الخصب والمحل فيك
سجالات لا تحصى
وخسائرك تنضح عن دفتيك
تعترك روحك البيضاء كجنح غراب
لقمتك السائغة تتقرى ضيوفاً لا يأتون
بُنّك في الفناجين يغليه الانتظار
وحدك
تسرّح الذكريات
كقطعان الماعز في الجبال
قعقعة تتلاطم
تحدث دوياّ قابلاً للكسر
تتشابك أصفادك-أغصانك
في أجمة كثيفة كهذا الليل
تغدو طائراً حبيساً في قرارة نفسك
وغياهب( عوليس) تنداح
للمحكومين بالموت سترات تشي بهم
وللمنفيين روائحهم اليعرفون بها
أكاد أميز رائحة المنفي من سواه
يهتزون كعيدان القصب من الشوق
والملح يكسو ذبالاتهم المطفأة
تأتي أمك
هذي- الريفية- من لحم الضوء
تلقي في نسغ الروح بعض رمق
تستنهض كسرتك اليابسة
تقدح عتمتك
وصهيلك الذاوي
هصرتك الريح يا ولداه
وغادرت روحك الزقزقة
صرت حديث الفتية في المدائن
والنسوة في القرى
على مصطبة تتنامى ثرثرات المساء
وأحاديث لعينة تفترى
حزنك يعمّ المكان
رائحة شواء على سفود
الفتى المسربل بالأجداث يهيم
تمارسه كل أفانين الموت
فمتى يعانقه شوق الحياة؟

0 التعليقات
إرسال تعليق