يقتلني مالم أقله لك حتى الآن ..يقتلني أكثر مالا يمكنني أن أشعر به دونك ! 
إلى السماء مرة أخرى إليه " محمد حميد "    
1     القناديل لم تعد تمنحني الفرح  .. وفي وجهتي ألف مساء سينضج بالندم     كم أنت بارع بالاختباء ..كم أنت مولع بالهرب !     أرهقتني الحكايات,  أرهقتني أصابعي , أرهقني دمي واسمي من قبل  ..     تعال وسأترك كل اللغة , كل الكلام الذي كنتُ أعده للقيامة , كل الكلام الذي كنت سأختبر به الأرض ,     هاتفك مغلق تماما  وصوتك لا يزال يرن كدبيب النمل في جرة الروح ..     من يطفئني وله غابة الكلام     من يحملني إلى الطريق وله ماء قدري       كن معي يا الله ..     كن معي أيها الحظ  ولو لعود كبريت واحد     كن معي يا لستُ أدري ماتكون ..     فقط كن معي بلا أدنى فكرة ثم اتركني على رصيف النهاية        2     الآن لا يسعني أن أقول لك صباح الخير مرتين ..حتّى تشعر _عن قصد_ كم أنا وحيد ومرتبك ..     لا يمكنني أن أغيظك بتصرفاتي الصبيانيه .. حين أقبّل امرأة في خيالي وأشرح لك بالتفصيل عن مذاق الدهشة في عينيها..     لايمكنني أن ألفت انتباهك بشكل يدعو للقلق حين أخرج يدي من سيارتك وهي تسير بسرعة فائقة_ كما تتخيل_ ثم أقوم بتحريكها بطريقة عشوائية تفسد مزاج الريح      ولا يمكنني أن أزعجك لخمس دقائق متواصلة وأنا أتحدث عن الفرق بين القصيدة الحديثة والفتاة التي تحشو وحدتها بالايسكريم        3     الآن يمكنك أن تتجاهلني ببطء وأنت تمرر حزني  مثل مسبحة تتدحرج من تحت أصابعك..        يمكنك أن تتظاهر بالاهتمام بوجعي بكل مافي اللا مبالاة من قسوة,  بينما أفرغ وحشتي في أزقة الذاكرة ..     يمكنك أن تقول كلاما كثيرا عن الأشياء التي لا تعجبني في _ باب موصد بعناية _ دون أن أفسد عليك متعة الاستغراق في الأمر     يمكنك أن تجلس في منتصف الشارع  بطريقة مضحكه ولاينتبه لذلك أحد .. وأنت تقرأ رسالتي الوحيدة إليك وتخترع ابتسامة طيبة حتى لا أشعر بقصر أصابعي     يمكنك أن تجيء مرة أخرى في هيئة غيمة أو أغنية لحنها يشبه _ أحبكم أيها الأغبياء_وتشرب معنا الشاي وتخبرنا كيف ينام الموت وكيف يموت !     سأترك لك الباب مفتوحا وأنام في طرف القلب ..     أخاف أن يجيء الشتاء فتحلم بالبرد  ..     أخاف أن تحس بالملل  فلا تجد وجهك بالمرايا ..        4     الآن تتركني للغة وتمضي  , كمشهد درامي مكرر لقصيدة تنزلق بعيدا عن شاعر حزين ..     تحمل وحدك الكلام , تحمل وحدك الصمت , تحمل وحدك الخطأ والغفران .. وكنتَ تشفق علي من جمود المسافة , من ولعي بالنجوم وشهوتي بالرياح ..      وكنتُ أحبك وكنتُ أقول مايشبهني ولا اقول أحبك ,  يا صديق التعب ..وعصير المانجو .. والمساءات الطويلة كالفقد والغربة     الآن تتركني في  كل هذا الفراغ وكنتُ أتوه في قفصي الصدري وكنتُ أضيع مني في أقل من ظلي  ..     أيشبهك الغياب الآن ؟ أنا يشبهني الوجع , ويشبهني التذكر , أنا التذكر يشبهني العواء ...             5     الآن لا يمكنك أن تكون أبا  بكامل مافي الأبوة من أخطاء ..     لا يمكنك أن تكون ابنا لامرأة عجوز كانت تظن أنها ستسبقك إلى الله ..     ولا يمكن للفراشات التي خلفتها أن تجلس على ذات الشجرة لا مبالية بالمشهد     صفق الجميع ..حتى المشهد , وأنت مستمر بكبريائك , مستمر بالبعيد .. مثل كل _ الشـ  ـجراء _ا ولأنبياء ..     الآن  يسعني الكذب والتأخر لأكثر من دقيقتين على موعد وحشي مع ذاتي ..     يسعني الآن أن أقول صباح الخير مرتين أو أن أقول صباح الخير مرة واحدة ...      الآن يستحق البكاء مشهدا اضافيا  لعصفورٍ منفرد نسي أغنيته .. كاد أن يتعلم الطيران في مشهد آخر مواز لحجر ينمو على الماء .

0 التعليقات

إرسال تعليق