سأستل سكينًا، وأضعه دائمًا 

فى طيات ملابسى،

لأطعن كل من يتقرب منك،

حتى تسألي: لما العشاق لا يتقربوا منى 

كعادتهم، ولا يدور حول بيتى قاصدُ سبيلٍ فى الهوى. 

ألف وأدور وأقول لك: لا يجدونك جميلة، وهذه خديعتى 

وهكذا، فى كل مرة سأجهز خديعة، حتى تقولين: 

‘أمرى 

إلى الله ولك.


وأحيانًا، 

أستعمل ذكائى الذى دربته لسنوات فى تدريس الرياضيات، 

وبدلاً من قصف الروح بورد، أو تدليلها بأراجيح وألعاب وبسكويت، 

تكون خطتى: نقرٌ خفيف على غشاء القلب، حتى يقول:

‘الامر لى.’





وأحيانًا،

أمرن نفسى كل يوم، لأنك حربي الأخيرة أحفر كل يوم سينتيمترًا، قيد أُنملة برضاء الطاعن فى عشقه، مسافة بين وردةٍ ووردة، وأزيح التراب

عن الفراق أو احتمال الهجر، حتى يعلو كجبل شاهق، وأقول انى انتظرك حيث الملائكة

(إنما تسكن هناك فى البعيد البعيد الذى هو قلبى،

اختزنها لأطلقها ساعة أن يقول حبيبى: الامر لك)

ولا تحيد خطوتى عن الخط الفاصل بين

جسد سائل فى نعمته

وصفاء الوجد المشبع بنقاء السكينة.





وأحيانًا،

أمتطي الليل المُعتم

كبهلوان يجوز

وكحكيم يجوز

فلا تمسك يدايَّ إلا غناء الروح





وأحيانًا،

أُمارس السحرَ، الذي أتقنت فنونه، فأخيط تميمتي بخيطِ رقيقٍ حرير فى ذيل فستانك، لا تراه أمك، وأضع حاجزًا عليه صورتي كلما هممت بينك وبين نفسك، حتى يختلط عليك الامر، فتكون مشورتى، ضعى رأسك عند أطراف أصابع يدى اليمنى، وأرتاحي قليلاً على صدري، حتى أكون قاب قوسين أو أدنى من أنفاسك، هناك أعلم رئتيك أن الهواء النقي هو زفيري، وغير ذلك فاسدٌ، وأن طعم ريقى هو العسل المصفى، ترياق لألمك الليلي، وأُحجيتى فى ذلك: طعام من فواكه البحر، وشغاف قلبك، حتى لا تعرفي الفرق بين الجد والهزل، فيكون لك فى كل يوم شان، فتلبسين لليل وورده الأحمر الذى ينبت عند أصابع قدميك قميصك الأسود الفاتن، فأقول لك:

‘لقد شفيت بمهاراتى.’

فتقولين:

‘الامر لك.’

-------------------
من ديوان ( ورد أحمر )

0 التعليقات

إرسال تعليق