في هذهِ الليلةِ البائسة

خلافاً لكلّ ليلة

قبل أنْ أنام

سأتوقفُ عن اللّهاث وراء الحرف مثل كلبِ صيدٍ غافلتْه الطّريدة

و اشيّعُ بقايا قصائدي البريئة

بـ (زر delete) إلى سلّة المحذوفات

سأنجزُ شيئاً من واجباتي التافهة

التي ألزمْتُ نفسي بها قهراً كلّ يوم

أنظفُ أسناني

أقلم أظافري

أرتدي بيجامة نومٍ جديدة

وأمشط شعري

أرتبُ سريري بملاءتِه البيضاء

ووسادة ريشٍ كنهدٍ طازج

وقبلَ أن أندسّ فيه

أُطْفِئُ الضوءَ المتثائبَ الخجول

يرتسمُ صليبُ النافذةِ على السرير

يقسمُني ..

أفكرُ قليلاً

أتقلّبُ كأيِّ سياسيٍّ - يظنّ نفسه مُحنّكاً - بينَ اليمين و اليسار

أراقبُ السّقفَ اللعين ..

نساءٌ ..

نساءٌ جميلات

مُعلّقات ..

مُتدليات ..

كعناقيدِ عنب

أو كحبّات توت شاميٍّ أحمرَ

نضجْنَ بملءِ إرادتهنّ

وبكاملِ الشّهوة

ينتظرْنَ مواسمَ الشهقة الشاردة.

وأنتِ هناك - في الزاوية -

تراقبين ..

العنكبوتَ الذي نسجَ خيوطَه حولَ ذبابة

عقارب الساعةِ يطاردُ كبيرُها صغيرَها ليطبقَ عليه دقيقةً

و ينتظر الأخرى بفارغ الصّبر

تِك تاك تِك تاك تِك تاك

/ عليكِ اللعنة /

تضحكين..

ماذا سأفعل الليلة؟

من ستقاسمُني - يا تُرى - وحشةَ هذا السرير؟

عارضات أزياء / ممثلات / مغنيات / ..... إلخ إلخ إلخ

جارتي العمياء / حبّات التوت / بنات طارق ( نمشي على النّمارق .... )

من .. ؟

ومن .. ؟؟

وتضحكين ..

..........

....................

سأختارُ لكِ هدية دونَ مناسبة

أغلّفُها بقلبي

وبكلّ ما أملكُ من ملابس

حتّى بيجامتي التي ارتديْتُها للتّو

لأبقى عارياً كزجاجةِ نبيذ

عارياً تماماً كشمسِ الظهيرة

أو كـ "مارس" و"أبولو"

وعلى أقربِ مدفع للإمساك

سأضعُ هديتي

و أقذفُها باتجاه أيِّ فجٍّ عميق

لأنامَ مرتاحَ البال

خاليَ الوفاض

بعد أن أُرسِلَ هذا السّأم

هديةً لمن يريد.

_________________________

شاعر من سورية ram-7@hotmail.com
عن أوكسجين

0 التعليقات

إرسال تعليق