عندما يحتكرني الليل
تعتقني قهوة الصباح
يرسم الماء فيّ قوس قزح
تمر الألوان عارية
لم تزل الشمس تلقي بسخافتها متباهية
تكنس الأوقات والمواعيد والجمل الصغيرة
الرسائل الحمقاء لم تعرف البريد يوما
الطريق الساذج مازال يعتقد بان الوطن أنا
والغربة حيث يكون
هنا أنا
هناك لا شيء
لا أحد
الوطن شارع ضيق يرقد في مؤخرة الرأس
... غبية أنت كثور "لوركي" تنتظرين الريح
والمطر يصفق جذلا
تستيقظ الأجرام فوق رصيفك الوهميّ كمرآتك
لم يأت الصيف هذا الخريف
والحمل كشجرة عليق يرهقك
يصادرك لحسابه
...تنتفضين كقطعة ثلج في كوب الشاي يمر على وجنتيك
تتسلل الأفواه من فرشاتك حين تحاولين تسلق حائط الجيران
وعندما تقرئين الجريدة
تبكين على الدم المسكوب فوق الصور
...الفرح لوحة سوداء تضج بها حقائبي
ليتني استطيع كسر المرآة
... الطين يلقي رصاصته الأولى
فتقفز الضفادع من أذني كمظلي يهرب من حربه
... بلهاء!!!
تعجبين بالقفص مثل العصفور الذي أعجبته شبكة الصياد فحفر الأرض وانتظر
هذا النهار تتعفنين
وتسكن الرطوبة قدميك المتشققتين كقدمي صومالية تحترف الرقص في المستنقعات
وحول ذرات القمح
تسدين رائحة الطريق المعطوب
وتعطين البرتقال حق اللجوء
_أنا؟؟
_معتوهة
يمتصك النحل مبتعدا بنظرة ساخرة
وعندما تلتقطين العسل
يقرصك الدبور
تسقط الأوراق عن وجهك والنخيل يباغتك بدورته الأولى
ويستنفر كراتك الحمراء للعب مع الخنجر
_أنا؟؟؟
_هل تستعدين للرحيل؟
حسنا....اتركي أظافرك خلف سرير البحر
وترجلي عن صهوة حلمك المتشظي
وتحققي من بطاقة السفر
الآن .. تغادرني الأقراص المحلاة بالسكر
ويستعيد الطابون بوابته
وحين تحاول خيمة الغجر ملاحقة الرذاذ الأخير من الوحل
يفاجئها موت الكناري
_تذهبين؟؟؟
تلك البلاد باردة عليك
لن تجدي إلا زرقة سوداء تمتطيك
الخوف يفر من كوة في فضاء فسيفسائي الطعم
ترسم العباءات خريطة للقبور
وأخرى لمواعيد السندباد
يحملق القلم الأصفر الناب في مقعدي الكسيح
ويلقي بمعطفك المغبر فوقه
يخنق الغبار ذاكرة الريح
والموانئ تلغي رحلتها الوحيدة
غزة 2000
من ديوان امراة مشاغبة جدا

0 التعليقات
إرسال تعليق