فرح بجنوني الذي اختاره الناس لي. دون أن أختاره أنا أو يختارني هو. كلام الناس طيّب. وأنا لست أطيب من كلام الناس ومن جنوني. هل أنا مجنون ؟
أو. هل أنا عاقل ؟ لا عاقل إلاّ هو ولا مجنون إلا أنت. إذن أنا عاقل ومجنون. لا. أنا عاقل؟. مجنون ربما. مجنون عاقل. عاقل. مجنون. فتحية لا تحذِّريني من كلام الناس. أحبُّ كلام الناس. مجنون مجنون وليكن. عاقل عاقل وليكن. يا جماهير شعبنا العظيم علينا اليوم أكثر من أيِّ يوم مضى أن. أن.. أن.. أن نناضل. نعم نناضل حتى آخر قطرة من عيوننا. خطاب سخيف أنا لا أؤمن بالمباشرة الجنسية. قصعة المنجا وجرّة أمي وبقرتنا الحُميراء وبكائي الذي خبأه أخي بين العابه وسافر. إلى أين ؟
أحببتك يا فتحية كما أحببتت قصعة المنجا التي كانت أمي تُسقِّعها لي في جرَّتها. وعدتُ أمي بأن أصبح سميناً ككبش ووعدتك أن أقطع العادة السرّية ومزاحمة النساء في الأسواق ولكن العمالة يا فتحية تعتبر خيانة وأنا عميل لك كأي عميل أصيل لمخابرات أصيلة.
ألم أقل لك. كم أنا كذاب ورائع.؟
سأتجاوز حدود بلادي
وأدخل بلادي
طبعا،
نغيِّر الجزمات
غير مبالين بثبات الحزب
وهيبة الدولة.
أنت ماء. لا. بل أنثى. عاش الرئيس. يسقط القط. يعيش العيش والملح. إلى الحاكم بأمري لا حكم لك بعد اليوم.
أنا الشعب تعذبت في سبيل العذاب وجننت في سبيل الجنون. أيُّ بلاد لا تتسع لأكثر من ثورة هي ليست بلادي. الحرّة صفية يكون قدومك مع أوّل قمر. اركبي حرّيتك وتعالي.
أنا مجنون يا صفية. أضحك أم أبكي. لو جاء الآن أي واحد وقال عني مجنون لقتلته. نعم سأقتله. سأقتله. أنا مسكين يا صفية. أنا لا أستطيع قتل حتى ملك أو رئيس من الذين. الذين . فكيف أقتل من يصفني بالجنون. أنا تعبان يا صفية ومجنون. ارمي لي بمخدّتك لأبكي عليها. أو. أنا لا أعدُك بالضحك أو البكاء. يا صعاليك الدنيا لا تتّحدوا. فالمجد لكم. المجد لنا. تسقط اللغة الفارغة من عمرنا.
أيها الحزن ، يا إلهي. أرجو أن تسامحنا وتغفر لنا أفراحنا التي لم نرتكبها بعد. بالنسبة للمراحل النضالية التي خضتها ضد الضد كنت ضدا عظيماً. عاش علي المقري. يسقط رئيس التحرير عميل النساء. أنا لست مجنوناً يا عمّال صنعاء. أنا زعيمكم المناضل وأنا المناضل الزعيم. الماء لا ينفع أن يكون رمزاً لأنثى لا نعرفها. الزعيم الرمز كان يبيع لنا عمره في سوق التعب ويصرّ على أن يكون زعيماً. قلت لك سأغادر المدينة في الصبح كي أسأل عرق الدنيا عن رائحتك. قلت لك أشياء قليلة. لكنهم جاءوا. أخذوا عمري إلى غرفة من بياض. إلى غرفة من جنون. صدّقيني يا فتحية أنا لست مجنوناً لكنهم قهروني. أنا الذي كنت أدّعي أن لا أحد يستطيع قهري.
والآن ما أروع أن أقول لك من المستشفى : مساء الخير. لسبب بسيط هو أنني كنت أعتقد لا أدري. ما أتفه المرض إذا لم يكن جنوناً. وما أتفه الجنون إذا كان مرضاً.
ورغم هذا مساء الخير. كم أنت شبقة ورائعة. بدونك لا غرفة لي. بدونك لا جنون لي. نحن الذين لا اسم لنا نحب الناس الذين لا اسم لهم. هاتف لا يهتف. الفرق بين المرشح للجنون والمرشح لمجلس النواب كالفرق بين خمر الدنيا وخمر الآخرة.
ما أتعس هذه المدينة لا تحتمل أكثر من مجنون واحد. شا. سوف. لن..فضاء آخر وأغيب.
عمر يتقاطع مع بعضه ويفرح. يتقاطع مع نفسه ويبكي. من طرق الباب وغاب. من يطرق القلب ويبقى ؟
* مقطع من نص سردي طويل ، يصدر قريبا في كتاب، سبق لمجلة (أصوات) أن نشرت فصلا منه في منتصف تسعينيات القرن الماضي، كما احتوت مجموعة (ترميمات) 1999 على فصل منه

0 التعليقات
إرسال تعليق