ها أنذا.. قدمٌ في ميكون وأخرى في الأمل 
يرقدُ تاريخٌ في جعبتي 
أنصتُ للموجِ بينما الريحُ تقفلُ أبوابَها خجلى 
وفِيَنْجانُ خلفي 
تحملُ غبارَها وابتساماتِ عابري الطريق والرَغَبات 
الكسبةُ يبيعون أنينَ أيامِهم بأوراقِ الموز  
صلواتُ الرُّهبانِ تُغَلفُ سُقوفَ المعابدِ  
مع أنغامِ الطبولِ 
حتى تَتَشابكَ فوق شجرةٍ يَجلسُ تحتَها بوذا 
مانحةً الطمأنينةَ لناغا  
ها أنذا.. قدمٌ في ميكونَ وأُخرى في الأمل  
أتأملُ قواربَ صيادينَ  
يَدُلُّني صَمتُهُم على مَرَاسٍ نَخَرَها الأبَدُ 
نائمةٌ حَيَواتُهُم في غياهِبِ الطحالبِ 
وتحتَ أقدامِ الطينِ تَغوصُ أحلامُهم 
يَتَجولونَ في خرائبِ الموسيقى 
وحُطامُ أصواتِهم 
يُنْبِئُ عن حكاياتٍ قَضَمَتْها الجرذانُ  
النسوةُ المُتشحاتُ بالفقرِ والجمالِ،
يُكَوّرنَ الشاطئَ فوقَ المناقلِ 
لتفوحَ رائحةُ الشهوةِ والخجلِ بين أقدامِ السائحينَ
أنسلُّ نحوَ الطُّرُقِِ المُلتويةِ
أحيّي الباعةَ بابتسامةٍ وهم منشغلونَ
عن مقابرِ القُمامةِ إذ تَفيضُ بطقوسِها
لأنَّ قيامةَ الجوعِ رَكَلَت بوذا بعيداً
ثم انحدرتُ مع المتاهةِ إلى طَلاتْ ساوْ
مستمتعًا بعُرسِ طبيعةٍ يخالطُهُ رَنينُ السوق
أحتمي بالمَطَرِ من البَلَلِ
وبالمناداةِ من ضَجيجِ الهدوءِ
أُنْصِتُ للقلوبِ وهي تَتَغامَزُ:
انظروا للغريبِ لقد صارَ واحدًا منا.

27 شباط 2010




0 التعليقات

إرسال تعليق