لليل يدس الظلام على حافة الذاكرة ..
إلى رغبة الخوف .. ، يغمر أعضاءنا ..
إلى نشوة ..
.. .. .. .. ..
أو نتابع حلم الجريح .. ، يجرب
كيف يكون مضيئاً .. ،
ليشرق في ليلها
نجمة وارتحالاً ..
إلى جبل ..
من وميض ..
سنهجر هذي المقاهي .. !
** مقـــــــــــهى 1 **
.. .. .. وقال :
( سأشكو إلى الله هجرانك القلب في لحظات اللقاء .. ،
وأصرخ :
يا نساء النبي .. ..
قلن لأرواحنا
ينتظرن أرواحنا المثقلة
يمنحننا ليلة من سباط القبيلة
عند نخلة الذاكرة
بالله عليكن يا أمهات
كن لأبنائكن
قلن لزوجاتهن
يعاودن نسغ القلوب
برغبة الاحتراق
يذوبن في رقعة الروح
تمر الخزانة
ما لامسننا ..
.. .. .. .. .. يذوبننا !! )
كان يتقدم من سجنه
عارياً .. ،
يرتدي
تحت حطام أضلعه
ثياب الانفجار
ويدعوك مساً ..
ــ تحت رقية ذاك النشيج .. ــ
لكي يرتقي المس فيه
إلى عمد التائبين ..
فيدخل
( قوسيه )
إذا ما دنا منهما طوره
أو يَصَّـعَّــــدُ في فجوات الروح
فيندحر .. !
** مقـــــــــــــــــهى 2 **
تحت صهيل الجرح ..
تهرب أمجاد الصوت المتشرد
بين نثار المقهى ..
( يا وجوهاً تشابه .. ، يا دياراً تشابه ..
لولا قرب المسافة ؛ ما اختفينا وغبنا
ما تطول المسافة ، والمداخل كآبة
إن ركضنا وصلنا وإن وصلنا تعبنا ..
كل غابة تدز الروح في وجه غابة
ولين عتم نهار أعماقنا ما هربنا .. )
صوت من الشعر اللهجي
للشاعر السعودي :
محمد صلاح الحربي
أي مقهى .. ؟
يعيد إليه بكارة أعماقه ..
/ بللها الجدب
في انقباضة الفؤاد
تحت حوافر المدينة /
تئن في صمته كوابيس الخطو
إلى رحلة الليل .. .. ..
يتلو ما تيسر من جراحه .
.. .. .. .. ..
أنتِ .. ..
شاركته الفرح .. ..
ــ [ لكنك استسلمت للاشتباك في شراك صمته
حين افترشت عتمة ( مــيرت )
: عاديات الفراعنة .. .. ..
وعيون الأربعاء .. .. !
فاشتعلت .. .. ،
وانطفأتِ .. !! ] ــ
أنتِ ..
خَـلَّـصْـــتِـهِ .. ،
و ..
خَـــــــــــ
لُـــــــــــ
صْ
** مقــــــــــــــــــــهى 3 **
!
هو
الذي
لا يتعاطى
أبناؤه الريح
أو يضمدهم بأسها في ركام الطفولة
يشتري خراب النصوص المعلقة :
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. بأجساد الشعراء /
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. المرتحلين /
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. العشاق /
وينثرها في وجوه المدينة
قرباناً
لامرأة تغزل أزمنة القلعة
: عشقاً ممحولاً ..
تاريخاً منحولاً ..
وتغني .. .. ..
في وجه الوطن المتآكل :
( هذا الطريق .. /
هوَّ الطريق .. !
هذي الخطى ..
نفس الخطى ..
واللي تغير بالطريق
شكل العيون ..
واسم الرفيق .. ! )
صوت من الشعر اللهجي،
للشاعرة السعودية :
تنهات تبوك
ــ [ نحن نكتب بأغانيهم
سورة الحلم التي كبلتنا
" فيسقط قرب قوس النصر مهزوم .. ،
يبارزنا بأحزانه "
فاكتب " تواريخ اللهاث "
حين اجتهدت الخروج إلى قلبك الفطري
أنهكتك المرافئ على نافذة الاغتراب
فهل تسجد للعتمة …
حين أعريها بين يديك .. ،
وأخفيها في حمام القلعة
……………….
شاهدتك ..
حين تسللت من سجن فؤادك
ممتلئاً بملح أصابعك
عاثت في الجسد المضطرب
استوت في دروب اكتمالي .. /
استظمأتني ..
أصابعُ .. شقت الروح في مطلع الاغتراب .
……………..
ثم جئتَ
أغلقت أحاديثك النزف في طقوس الأغاني ..
وفَــرَّدْتَ مشيئتكَ .. ..
.. .. .. : تباركتْ
عين شمس
تباركتَ
إخناتون .. ! ]
** مقـــــــــــــــــهى 4 **
كله فاسد
كأسه أسلمت خطوتيه لطير القصائد
كأسه أحرقته .
حين عاد منكسراً إلى بيته
تركع في عينيه " الطيباتُ "
كان جزؤه فاسداً
حتى تشهى جوهرَ الكأسِ
نهدُ الطريق إلى سِـــرِّهِ
في غمرة الدندنةْ ..
والوجوه اللصيقة .. ..
والأقنعة .. ..
فانتفضَ جمر المقاهي في عيون الصباح
قهوة للأيام المزعجة .
وانثال امتثال الهواجس
في حرقة الليل للواحدين ..
كأسه أسلمته ..
صار فاسداً ..
كله .. ،
: حين أيقن
أن الشمس آفلة
لم يقل للريح .. ،
والبلد المتيبس في صمت المقهى
: " لا
أنا
لا أحب
الآفلين .. "
صار فاسداً كله .. ،
واندحر .. !!
*علاء الدين رمضان*
حدائق حلوان 1989
من ديوان الخطو على مدارج المدينة، اتحاد الكتاب العرب ، دمشق 1993

0 التعليقات
إرسال تعليق