يوليا جيرجي، شاعرةٌ من رومانيا، تخرَّجتْ من جامعةِ بوخارست، وتقيمُ في بوخارست. تكتبُ الشِّعرَ مثلَ تنفُّسِ الهواءَ. نشرتْ كتابَها الأَولَ: "سجناءُ سِينما باراديسو" (سِينما مشهورةٌ جدًّا في إِيطاليا)
في العام 2012. تشاركُ كذلكَ في العديدِ من المختاراتِ التي يحرِّرها بريان فريكسون وغيرهُ، في الفيسبوك ومواقعَ أُخرى.

أَهدتني كتابَها الشعريَّ الأَوَّلَ، المُشارُ إِليهِ، وتَرجمتُ - بدايةً - ثلاثاً من قصائدهِ، رغبةً مِنها ومنِّي، لإِطلاعِ القرَّاءِ بالعربيَّةِ على بعضِ قصائدِها لأَولِ مرَّةٍ.



هَمْسِي

----------

سأُحبُّكَ إِلى أَنْ

 تخرقَ كلَّ خليَّةٍ فيَّ،

 وتسمحَ لكلِّ الطَّاقاتِ بإِعادةِ التَّجمُّعِ داخلَ عالَمٍ جديدٍ

 هُنا

 خالٍ منْ قذارةِ حبِّكَ.



سأُحبُّكَ إِلى أَنْ

 تَهوِي أَجنحةُ الملائكةِ

 مقيَّدةً بسجنِ السَّماءِ

 هناكَ.



سأُحبُّكَ إِلى أَنْ

 تخنُقَني الغيومُ برقائقَ دسمةٍ

 بينَ هذهِ الأَحلامِ.



سأُحبُّكَ إِلى أَنْ

 يذوِّبَ هَمْسي كلَّ بُوصةٍ منْ رغبتِكَ.



تمهيدٌ للموتِ

---------------

هكذَا الأَلمُ صَديقي الآنَ

 عميقًا فِي لَحمِي يعضُّ كلَّ خليَّةٍ،

 والصَّرخاتُ يتمُّ كتْمُها الآنَ.... والتَّنهُّداتُ الحزينةُ، فقطْ، تغادرُ شفتيَّ،

 والنَّومُ ليسَ سوَى تمهيدٍ للموتِ،

 كذلكَ الضَّوءُ يحرقُ عينيَّ.

أَيُّ صوتٍ يَفلقُ ذهنِي

 ينالهُ اختناقٌ بسَوائلِي الدَّاخليَّةِ.

أَعوي في الأُفقِ الشَّاسعِ منْ ظَلامِي:



أَعطِني يومًا واحدًا آخرَ فقطْ

 كمَا لَو أَنَّ ذلكَ سيكونُ كافيًا

 كمَا لَو أَنَّ ذلكَ سيجلِبُ الموتَ إِلى مُخاطي السَّرطانيِّ

 كمَا لَو أَنَّ ذلكَ سيكونُ كافيًا لمُعجزةٍ إِضافيَّةٍ فِي حياتِي



 أَعطِني يومًا واحدًا أَكثرَ فقطْ

 لقدْ صلَّيتُ...



الآنَ، الآنَ تمامًا

 أَعطِني لحظةَ موتٍ واحدةً فقطْ.



سجناءُ سِينما باراديسو

--------------------------

كانتِ الظِّلالُ تُلاعبُ حياتَنا فِي الظَّلامِ علَى شاشةٍ بيضاءَ هناكَ

 تَجمَّدنا، وبالكادِ نتنفَّسُ، واسْتَغرقَتْنا الموسيقَى، وذابتْ تمامًا.

واصلنَا حياتَنا، ساعةً ونصفَ السَّاعةِ، انتظارًا

 مُنبثقًا منْ إِسقاطٍ مُظلَّلٍ تمامًا،

 بينَما يرقصُ اللَّونانِ الأَسودُ والأَبيضُ علَى جُفونِنا



 هناكَ، فِي الظَّلامِ، سجناءُ سِينما باراديسو.

حلمتُ بالمُستقبَلِ

 كبيرًا بحَجمِ الشَّاشةِ،

 وأَكبرَ منَ الحياةِ ذاتِها.

رأَيتُ فيلمَيْنِ هناكَ

 ستظلُّ موسيقاهُما تتردَّدُ مرارًا وتكراراً

 فِي كلِّ وقتٍ يداعبُ الظَّلامُ وَجنتيَّ.



سجينُ سِينما باراديسو

 ثملٌ بأَحلامٍ أُخرى،

 أَمَّا أَنا فقدْ حفظتُ أُغنيتي فِي الظَّلامِ.



--------------------------------------------

شاعرٌ وباحثٌ ومترجمٌ.


0 التعليقات

إرسال تعليق