حلق أيها العذاب هنا،حلق فهذا وقتك.
وأنت أيها الليل،حلق برؤوس النائمين،الذين يرفعونك لتلقي مجرد شظية،ثم يعم النوم،في بلاد الأنبياء قصة قصة،وأنينا أنينا،
حلق أيها الوجع،أوقع بطرائدك اللذيذة،ليفترس الوهم الحقائق،وينثال المدى في كيس قمح،
فالوقت هنا آمن،وأنا باق في انتظار ماتبقى من فرائس،
باق،لأعاين الجثث الأخيرة،أجس آخر الشهقات،وأشابهها حين أكتب بالأجنحة،
لأسرد بهجة الجرح،فهو أخي من الشرق جاء،حاملا شهادة الميلاد،وحقل أشجار العائلة،محملة في شاحنتين،لأغراض برد الشتاء،مرحبا أيها القادم،
باق،لأوصف الصرخات السعيدة،أكثر إحجاما من كرزتين حمراوين،فمشكلتي هي السهو،والخوف أن أكون بعد مُضي الجنازات،ابن حجر صامت،عن سبق إصرار،وآدميتي،قربة نحاس مملوءة بالهواجس والسموم،هكذا،سأقف وسط جمع الحقائق،أذبّ عن عسلٍ خالص من الظن،وأحقنُ شرفتي بالغائبين،دون رغبة أن أحييهم لحظة في قروحي،الهاجعين الآن في ترابي،ينتظرون أن توقظهم الأحلام،أو ينتظرهم وفد قادم من الله،يُقرؤهم شروط الحياة الجديدة،

فيا أيها الحجر الصامت،
يا الأصل الذي يختلفون على وزنك،كن بالقرب،لأشتاقك أقل من شظية،وليتفتت ساعدي،حين ألوح لرأسك الأبوي،كن سليما معافى كأكياس المرض،كن يا قليل الصبر معي،فأنا بلا أي أثر يدل الخطا على خطاي،كن برفقتي،مرحبا بك أيها القادم،كأنما تقرب الشقة،ترتقي جبهتي،بحلمك المستتر.
طويل هذا الوقوف،يحرج صبري لأعترف،بأني نبتة حمقاء،تموت إن تأخر مطر،

طويل،أيها القادم،مثل أي جد قديم،قف معي بأطلال داري،قف في ضجيجي الساكن،لأقول إن الممات في الكف وشم،والحياة تبحث بين الحطام عن صورة أبنائنا القادمين،
باق،لأوالف بين قمطرتين تنتظران زوال الشمس،في خطين لا يلتقيان،إلا بقصف طائرة عمياء،لا تفرق بين طفلين حالمين بالتحليق فيما سيتاح،وعدوين خائفين من كتيبة جند الله،يتأخرون كلما نادتهم ضراعات،ويأتون ليعزوا في الجنازات.

باق،لأحتمي من عرصات أقل

باق لأواسي وأندب برودة الأوصال

باق إلى آخر صيحة مبهورة بالفناء
باق،لأنشر في الطرقات قميصا لم تغسل دماؤه بعد،لأتوغل في جنوبي،أشاغل بعض الفراش الميت،وأقتفي حجري..

باق لأمر بالنوافذ التي تقاتل عيون المارقين بنبرة الحظ،لأستوي عالقا في مضيق جنوبي،أرى أبناء عمي عوالي الرماح،يبذرون القمح في سهولنا،مبتسمين لغد مختلط بالندى والدماء،سرورهم أقرب من شتاء،وأخف من فراشة،إن توارت مزاجات القحط،حيث السنابل تتمنى لو تولد،تشرب معنا القهوة في المساء،نلفها مع أبنائنا إلى طريق المدارس والحقول الحمر،نرنو بأيديهم نحو العواصف،أن لا تكفي الآن،لا تلزمنا هدنة هذا النهار،فنحن ننمو على دم في الصباح،ونذرف قدره في المساء،نحو العواصف،إذ تحوقل ناعمة الشفتين باسمنا،نشتري لها من الأسواق(شبرا) أزرق،لون دمنا الذي لن يكف عن الانعقاد.
وأنا أقتفي بذراعي الأجنة في بطون الأمهات،يهجرن البيوت على صهوة الشاحنات المتجهة للأراضي السود،
إلى ورق الهدايا،مازال منسدلا،في انتظار أن يطبق على حزمة ورد،
من حبق إلى حقب لا تعرج نحو تاريخنا،
من مقابر إلى حفر الخنادق
سديميا كأهواء الرعاة،
قليلا كأفواه الأضاحي،تخمن مواطن الموت اللذيذ،لأني سأهتف أقل،وأشغر في النواحي أقل،وأنقل للضواحي أقل ما أستحق،أو تستحق،كما تنثني طرقات الخيزران على جسدي الآيل للحريق،
قليلا،أتخفف من قلقي إلى قدري،أشارك الباذرين القمح،على يسار آبار السباع الأليفة،في السفوح التي تمتد أقصى الضلال النبيل،
قليلا كأثافي الغاربين عن موطن العشب،العثرة تشبه أمها،تقطف الشمس من خدها،تجسر في خضم الخوف،عليَّ،
عليَّ
عليَّ
أنا الهائم المستبد،كسوط يلوح للقادمين،وهم يلسعون أطفالهم،أن يكونوا مؤدبين في حضرة الموت،كسرو يجانب وهم الحقيقة،ويعتلي في فجور،رغم احتفالنا بالسقوط المزين بالورود،
عليّ
سارحا في جنوب،لا يحب بسهولة،ولا يكره بسهولة،ويستمع للثرثرات،
عليَّ،
سانحا،كاشتعال القرابين في طرقاتها لله،فارها كانبهار النهايات ببداياتها،
وأنا في غمرة انتظار الباذرين الحياد،يلقي السلام على فزاعتي،طفل يشتغل في الميناء،لم يغتسل في الصباح،احتراما للرماد الأبيض،هنا تحترق الأجساد،احتواء لرغبة اللون،وقافلة تتجه للمواقع،محملة بالوجبات القصيرة،أحلاما تتراءى،لتخفت،تخفت لتتراءى،في سقوف الخواء المؤدب،نأكل كي يستمر الموت،صلبا قوي العود،مبتهجا،
وأنا في التقاء الساكنين،أجب ما يجيء من الأخبار،وأخبيء سراحي في عيون تطلق الصرخات على دفعات،
باتجاه،أن ألوح للشاحنات المحملة بالقمح الغريب،هنا كنا نزرع قمحا طيبا،حباته تتكلم كما نتكلم،لا تموت في أمعائنا،نزرعها هناك،كي يكبر الأطفال كما تكبر الأحلام،
قمحكم،غريب عن قحطنا،
فلا تنتظروا أن تتشابه الوجوه في لحظة،
لأنني قمست قتلانا،على عدد الأكفان التي وصلت مع الشاحنات الجديدة،
لا تنتظروا
لأنني أشتهي لحمي،آكله،قبل أن تطاردني عيون القادمين العتاة..

حلق أيها العذاب هنا،حلق فهذا وقتك.
وأنت أيها الليل،حلق برؤوس النائمين،الذين يرفعونك لتلقي مجرد شظية،ثم يعم النوم،في بلاد الأنبياء قصة قصة،وأنينا أنينا،لأنني موقن أن أتهجى لمرة أخرى،حجر المرأة الدم،أتخلق مرة بعد مرة هناك،أذكرها بالفكاهات،وهي تركض نحو الغراء تلصقني برونقها،فالطائرات أسندت ظهرها للسماء،انتظرنا معا شبق القصف المروع،وكنت بلزوجة السر حين يلمح،كنت شيطانا صغيرا وديعا،خائفا،لكن حجرها دافيء حدّ صراخ الطلق السعيد.
لأنني مغرورق بالصباحات التي تلد الفجائع رخصة مثل أشتال الطلح،انتبه،تتعبُ في التأمل،أنت شبيهي وأسطورتي وثوائي،كل الذين صدقوا وعدي قضوا غير عارفين،قايضوا كل رصاصة بغياب،سيفيقون الآن من موتهم،ألا تصدق،ويذهبون إلى حقول عاطشة منذ عشرين مذبحة،إلى أكفهم،سنلظم الأشلاء،إنا قادرون على الرتق،صلبة أحزاننا،تحت ظلال الحقب،
لأنني مشرق،أنت شبيهي،وناصحي،ذهبٌ أنت.
أسبق في حجرها كل النسوة المنتظرات شاحنة المؤونة،يا كيس القمح اندلق برفق بين كفيها،ستعجنك لي هذا المساء،وسيعجبني حداؤها حول منصب النار،ستحترق حفنتا تراب من أرضنا،تصيح السبابل لحظة،يفنى التعب قليلا،تسرد مرة أخرى حكايتنا علينا،لا ننام،
حلق أيها العذاب هنا،حلق فهذا وقتك.
أأسامح:أيها الأبناء والأمهات،الباذرون القمح،يا يقيني الملاصق للشتاء الذي اصطف مع دمنا،أيها الأبناء،أأجازف:مرحبا بالموت،يا مرحبا بالموت،أأغالب:
أيتها القوافل التي قصدها تنجد،لن نتعلق بالقشة التي تزيد غربتنا،الحنين الذي قرفص بالعتبات،السياج الذي لم تعد الحديقة مأسورة بين فكيه،كم سألصق من طوابع في البريد،فأنسى،لأنني احترقت أكثر مما احترقت في غد،لأنني هناك بين شقين منفرجين،للذين يريدوننا مبتسمين،أهلا بكم،والذين يريدوننا نصرخ،أهلا بكم،اللوحة تثري أي عين تراها،لأنني أحصي أصابعي،وقد فقدتها في الزمن القادم،مقطوعة أراها اليوم أكثر من أي يد تجتر،وأنا مستلق في أرجوحة موتي،أراهم يصبون الحياة في أكوابهم،أرى السنابل تبزغ،ثم تصفر،مثلي،مبدعة أرضنا،حين أنجبت الأنبياء خلسة،وصنعت لهم أراجيح للعب والشنق ،فمن يرد الموت،أهلا،ومن يرد الحياة،ستفكر وحدها بالأمر،وأنا مقترن بالغبار الخجول،يودع أغلاله سهما ثم سهما،مثلّم كأسنان الفؤوس الحزينة،سهل نسيانك أيتها الغابات التي كانت تحسب لوقع يدي،ولمثلي كانت الرايات البيض ترفع،لكنني لا أقتل أعدائي المستلقين،أكرم وفادتهم،وأسمح لهم- لو أرادوا- أن يقتلوني،ممتثل للذين يجيؤون فرادى،كأسراب القتام،هؤلاء أحلامنا في الظل،نملك،من دون أمم الأرض:حلما ونقيضه،نعيش النقيض،ونحلم حتى البكاء،وأنا مندحر،صخب يلاحق بعض لهاثي،يكافحني،وأنا أود أن أنزلق أقل،أتشبث بالكلمات،أن تمنحني سلما لا ينقطع في الهبوط الغريب،
حيث أتسور حولي،أرتفع في هبوط إليّ،أوصي الأشجار،لا تكوني بعد اليوم خضراء، وأنت أيها الليل،حلق برؤوس النائمين،الذين يرفعونك لتلقي مجرد شظية،ثم يعم النوم،في بلاد الأنبياء قصة قصة،وأنينا أنينا،
فإليَّ
بالطلقات التي أخطأتني،بالممات الذي يمر ولم يلق السلام،بفتات أعضائنا،نعترك،من يلم فتاتا جميلا،ومن تخطيء يده،ومن يلوذ بأشهى عتمة،يرانا ولا نراه هناك،كأنما الزند لا يقدح إلا بأجساد أطفالنا،يحترقون ليزيد الدفء،ويعم كلام العزاء،
إليّ،ببعض الحيطة،هاتوا جمالا محملة بالحذر،لأخبيء،ففصل الشتاء،سيرد لو نادى المنادي،والدم يلحقه،والدمع جاهز في أربطة الشاحنات،
بسلام،أضحك به على أحفادنا،حين نلعب،أنا الجد المصاب في مقتله،أزحف نحوهم،وهم تلاميذي العصاة،
أأهمس:أيها الباذرون القمح،اتقدوا،ثم انضجوا،ثم صيروا أحلاما في عقول الصغار،هذا القمح يكذب،مثل الزمن المخادع،يرف جفنه لكن قليلا،ثم ينسى وأنسى،
أيها الباذرون القمح،من قال لكم إن الأرض مزواجة،كل ليلة تنام مع أعداء أو أصدقاء،كفارتكم،أن تغربلوا أربعين عصارة ملح في قلوبكم،وتثوروا بصمت البالغين ذروة الشمس،الكفارة،أن تقلوا في أجنحة الليل صمتا غير هذا،
أيها الباذرون القمح،هو السوسن،يطلع غاربا بالسواد،أبيض العينين،مثقلا كالكلمات،مهجورة غوائله المريعة،ذئب مقفى بالهدير النصف،أيها الباذرون أجنتهم في الحقول،ألق يتعمى في ثياب القاتلين،هنا،فطمت حجرهاالمرأة،وقالت:كبرت،كبرت قبل لحظة من الآن،أنت جاهز للموت،خذ حصانك وسأجعل منك مزارا للحنين،وأسلك ذكراك طريقا،
كل لقطة،قطعة حلوى مغموسة في العرق،
كل لقطة،قطة تموء،اللحم أقل الأماني،والإسفلت فاقد وعيه،
كل الهجرات،وأنتم طيبون،سخاة،كأسنان القذائف،
كل فجاءة،وأنتم مطمئنون،تسترقون أفراحكم،جنب القبور البكر،
وأنا أهمس،أيها القادمون اقصروا من نحيب الجرار في أعمارنا،
أيتها البيوتات الوديعة،لا وقت سيمر،ليكشف ضرالوداعة،لا عائدين،سيذبون عن قمحنا ولو بالخطأ،
وأنا أقابل كل يوم حربين في شارعي،تحرسنا الحروب من هفوات الحياة،تطيقنا كي نستمر في المنح اللئيم،
أحايل الحربين،أمر من بين ذراعيهما وأتلوى في سرير القيامة،
أنا والجنوب،وآبار السباع الوديعة،الفضاء ينظر في الخفاء،عالقون في أوطارنا،أقبلوا،أيها القادمون،وانثروا ما تبقى من جباه.

أأهتف:أيها الباعة،نبع من الدم لا يكفي،والأقربون أولى ببيعنا،أيها الباعة المتجولون،أقيموا ستصلكم القوافل للباب محملة بأفضل أمصاله،هو التعب يهجر أخلاءه،ثم يأخذهم بحدب إليه،هو الألق المعتق في جرار الأدمغة،تتسوق منه الأمهات ذعرا أليفا،وترابا.
بالباب قنبلتان،وفتيل من الخز،
كلُّ مشهدٍ تعطُر الجمرة من خده،
كل قيلولة تسهر على موت الصغار،
وأنا أهتف،أيها المنسيون،قبلوا جباه موتاكم،قبل أن تعفن القبلات في أسنتها،أيها المنسيون،اغتنموا فرصة زواج الشمس من إله لا يرق،زوقوا أحزانكم بالصلاة التي لا توصل أركانها للسماء،كوموا أحلامكم قرب (مقبض)القمح وأعملوا الحزن فيها،لن يجيء فارس جنوبي،وفي كفه بلاد،لن يختاركم نصر لتحتفلوا.
وأنا أغمس شهد اللحظات بالدم،وقوفا بالدم،بالذي تسترقه الأرض،فيجري بين النهدين ماء مصفى،ككثافة الزيت يترك بقاعه محفوفة بخطو الثآليل،
ككثافة الشكل تقتنص نفسها،
كصرير الروح،في وداع أختها الريح
كاغتصاب الهيولى لمعنى الحياة
كرنين يمهد لبدئه،
أتواطأ مع الباب المغلق،حين تفت يده يد أخرى
شاحبات كقلبي،جباه المرايا،جسد دون أعضائه يطالع،
وأتتطلع بيدي عد المعاني،تلك،أمازحها بغمزتين عابرتين،تنتشي،وأترك لها النشوى حتى تفتر،أهم بوضع التفاصيل بمقاديرها في كأس البقاء،تحتج بعض السنين المصطفة،أتغاضى عن موت يومين يتيمين بين الأقدام،تأتي المعرفة بهودجها،صبيانها يسوقون رحليها،تسنح العينان صافيتان مثل غديرين شجيين،ألمح زينتها المثلومة بيدي،تكلم كل الجمع المصطف،تتركني أملأ أوانيّ من عينيها،أصب الحساء على ما تبقى من حاضرين،تنوس أهلتها في خشوع آثم،يا أيتها المعرفة المخبولة،صدِّي كما وعدت خيوط الأوهام،
ثَمَّ.وماذا تنتظرين؟ الحطام مزين بالرايات،والصفصاف ينمو فوق بيوت الطين المهدم،تستمر البيارق خجلى من العابرين،ثم ماذا تنتظرين،منازل مهجورة في(القواشين)غابت معالم الأجداد،والأبناء قتلوا اليوم صباحا،وكانوا يتحلقون في جهات المقابر يدفنون بعض آثارهم،ثم ماذا تنتظرين؟
بلاغة السماء انعقدت فساتينها فوق السياجات،
ابقَ ـ كما أنتَ ـ قليلا في الحلكة،تنسج خلواتك،تلبسها للماضين اليوم صباحا،
في الحلكة،تبني دوائر العرض الظالمة،
في الحلكة،ترفع أثقالك من أعماقك،تمزق ما تبقى،وتنتظر حتى تبرد الأوصال،
إليكَ؛
إلى العشاء الأخير الذي لم يتم،
الذي تسعده فاكهة الفرائس،تحمل ساخنة إلى النار،
البهلوان الذي يسرق ضحكة الناجين،وطأت أقدامهم موتا وطيدا،لكنهم نجوا،كانت أقدامهم أقل اشتياقا للمضي،والأرصفة تهتز في شوق لأصحابها،
يد النهار،إذ تمتد ولا تجد يدا في الآفاق معاكسة،ألا يبهر مشهد اليد الواحدة؟
أنت ميت وكلهم أحياء،تضيء وجوههم قطع الصباح،فامنح لهم ظلمة أكثر،ليقتحموا،ويشعوا،وابن لهم دور الشهوات،ليدخلوا
أنت غريق،محايد،هامش
سوار لم يلتف على معصم
كماء
كصورة تبحث عن ملتقطها،
لأنك تسرد القصة،وتنسى أن تنتطقها حزاما،
تبيح لليقظات أن تقصلك،
لا تتبع ضيائي كالفراش المتيم بالموت،لك قصب السبق في الأرجاء،فكيف أدلك على درب يسبح بالشك والأهواء،
للقرنفلِ بين ذراعيك فجر آخر،ضاحك كاحتدام النار بالغار،
الق السلام عليه،سيكفي أن تلم أصابع هذا المساء في قبضة،
إليَّ؛
في محنتك المسدودة بالبشر الضحوك،
إليَّ؛
عميقا،في السؤال المجرب حده،وأنا أضلل القاتلين عن قبرك،كي لا يقتلوا مرة أخرى،
وأنا أرشد الحياة،على عواهنها،أن تمرك،
هكذا،
كأننا اختفينا جميعا،لا شعراء سيمرون بآثارنا،يسهبون في المدح،نستريح،ثم لا يكون شيء ننتظره،
أما من قلعة أخرى؟
جبل نحتمي في صلبه،يخبئنا لزمن لن يمر،

هكذا،
كأن النحس هدهد،تَربَّى في ضفائر أنعامنا المطمورة،كأن كل استغفارة تشد خيط قنبلة،كل بسملة عاصفة،كأن أرواح النساء الداعيات مملوءة بالأضداد، يستمطرن زنوجا مفترسين وطيورا تأكل الأجساد،
هكذا،
كأننا بقايا،تنوء بعبء البقايا،
نحترم ودق الرعود،نلقي عليه ماءنا الماطر،نجتهد في هشم أبوابقنا بعد تثقيفها،نحتكم لاتساع ضيق،كالضوء يعيث وحيدا في الزوايا،
نجتهد،في صف الأثافي،قبل أن نحل مرتحلين،
هكذا كأن السرادق للتو،تبكي خوف قتلاها،ثم تضم أكتافها للفراغ،
قال قائل: أرأيتُ في منَامِك أَّنَّك تدخل في السراج،منْ رَأىَ في منامِه أنَّه دخلَ السرَاج ،هذا نجاحٍ وظفرٍ على الخصم، إني رأيت في منَامِى السراج يدخلني قال:منْ رَأىَ في منامِه َ السّراج،هذا فأل أحسن،
نجتهد ،كيف نوارب أطراف أحلامنا بندى مخدر،
نجتهد في قطع الشقائق،أقل احمرارا،أقل نحيبا من البحر،
يا للقلق الذي أقام،واستخرج لأفراده (كرت)الإغاثة،واستطرد في الأحياء شيخا،يعوذ على قامات الضحايا الأحياء والآخرين الذين رافقوا الموتى،
يا للستائر،لا تكثرث للشجارات خلف سمطيها،تزداد حجبا فاضحا وسطوعا،
يا لانشغالات التوت،بجمع حمرة الدم،كم يلزم من موسم لتضج السيقان:
كفى.
ياللحضور الغائب المنسي،يتذكره الكسالى،والأمهات اللواتي تقاعدن من مهنة الطبخ،واحترسن خلف الأحلام الصغيرة،من موت الفجاءة،
ياللقَلقِ الذي يحشر أنفه في كل شكل،
الذي يستبد برأس،أثقل من مغيب،
يا للمعاول،كم تخلت عن معالمها في الهدم الممنهج:
أما من سورة أخرى؟
أما من قطاف ترشد يد قاطفها،
كلُّها بضع أرواح تشجب:
صرخاتي هذه،
وأنا أدخل في خارجي مكبا على بعض اليقين الصلب،تأمل مكان غرست يديك،هل نسيتهما مع البذرة،غدا يحصدونك،وتبقى بضعة أصابع شاهدة على قصة البتر،
وأنا أخرج من داخلي،أطل عبر نافذة ثم لا ألقاك ممددا،فأعود مستبشرا،في الروح تركت نعوشا منقوشة باسمك،لا يدخلها سوى الأنبياء،
وأنا أنظرُ،كيف اقتحمت كل تلك السياجات،كيف اقتحمتني،
كلُّها بضع أرواح،
تذكرني بي،أخطرها بالمستحيل وتفاحتين،أكل الذئب واحدة،وأبقى لك الأخرى،
يقنني،كي أرق،وأدخل مع تكاثف الزجاج،أشهق مكتفيا بذراعين،منذ زمان غادرا،
يذكّرني بي،لأنحني،وأقبلني،ثم أودعني في مواقف الشاحنات،
طويلا،أرعى انتباهي
عميقا،
حيث الأفاعي تكلم عن ضيق النهار،وبطاقات الشحن،
ينفلت الغامض من تحت الكلام الهاتفي،
يا للوقت،يتجلى ليفر،ثم يتجلى ليفر،
أآحاد أجدادك،أم عشرات؟
أعصي الفَلْق؟
أحفادك ما لونهم؟
أأكيد حين نقمت؟
جواب طرقات أنا،تضيع الطرقات في ثقوب جيبتي،ويجد غاسل الثياب،طريقين مهترئين،في ثنياتهما عرق وملح مصفح،
أرشد الخطا نحو الخواء،أعم كالفتوى الخبيئة،
مارقا،كانكسار فنجان،
ماحلا،كخصب الأبوة،
يرمي الجنوب على كتفيه،كسترة،ويسير في الدنيا
يسرد أنباء جديدة،عن الأوطان حين تحمل،كي تُسترد.


* mama888_6@hotmail.com


0 التعليقات

إرسال تعليق