ثلاثة جدران تكفي 

كي لا أشعرَ بالوحدة..

أسترخي كحبلِ غسيلٍ

مُثْقلٍ بهموم الصابونْ،

الجريدةُ تقول أنَّ كلَّ شيءٍ على ما يرام 

أُصدِّقها مؤقتاً لئلاَّ أَضطرَّ لابتلاعِ قرصٍ منوِّم..

أتابعُ المباراة

رغم أن مفاصلي لا تسمحُ بذلك

فأكتشفُ أنني لا أشجِّع أحداً..

أستيقظُ على صوتِ خطيبِ الجمعة،

لم يعد يتحدَّث عن السياسة

منذ احترق منزلُه

بسبب ماسٍ كهربائي..

صار يتحدَّث عن نعمة الشوارع المسفلتة

ويشيد بالمناهج المدرسية

ولا ينسى تذكيرَ الناس

بفوائد السَّفر الخمس..

كأنه يروِّج لباصات النقل البرِّي..

قبل أن ينتهي

يشتُم الجبناءَ

الذين يدفنون رؤوسَهم في التراب

وهو يدفنُ رأسَه

في مخدَّة كبيرة محشوَّة بريش النعام..

يفعل هذا كلَّ مساءٍ

دون أن يلاحظ ذلك..




لهبُ الشمعة يغري بالتأمل..

أُمرِّرُ أصابعي على اللَّهب

فأتذكَّرُ ذلك الزاهدَ

الذي وجد نفسه ذات ليلةٍ

في غرفةٍ مُغلقةٍ

بصحبة امرأةٍ كلُّ ما فيها يقول له:

هيتَ لَكْ..

رائحةُ شواءِ أصابعه

كانت تُذكِّره بجهنَّم

وهو يقلِّبها على نار الشَّمعة بقلبٍ بارد!!

شتَّان بين ما يعتبره مصادفةً سيئةً

وأعتبره أنا ضربة حظّْ..




يدي اليسرى تذكِّرُني بطبيبة الجِلْدِ الأوكرانية..

لا أحد يدري حتى اللحظة

أنني غمستُها في الأسيد عمداً

لأحظى بلمساتٍ لا إرادية من الطبيبة

وهي تلفُّ الضُّماد على يدي

بحذرٍ شديدٍ كي لا تلمسها..
 ---------------------------
شاعر من اليمن
خاص - فوضى

0 التعليقات

إرسال تعليق