تجلس فى شرفتها
تشرب من كأسها إما شايا
أو حليبا
أو خمرا
كثيرا ما يكون الكأس فارغا
لكنها ترفعه إلى فمها
تشعل سيجارة لتطفئها فى جذر الشجرة
تجلس فى غرفتها
تشرب من كأسها إما شايا
أو حليبا
أو خمرا
امرأة تنقل النظر من الحائط إلى الكأس
من الكأس إلى السيجارة
من السيجارة إلى الحائط
من الحائط إلى الكأس...
تنتظرين اليوم الذى تستيقظ فيه
لتدفن رأسها في الأصيص الأخضر
أعرفها كما أعرف نفسى
الكأس والحائط والسيجارة
ليسوا الأبطال الحقيقيين
الأهم هو اختزال المسافة
بين السيجارة وفمها
بين الحائط وعينيها
بين الكأس وأمعائها
الأهم هو ملء الفراغ بين المركز والجسم المتحرك
فى دورانه يغزل شبكة كثيفة من التوهم
كلما ابتعد الجسم كلما ازداد المركز ثقلا.
البطل الوحيد هو الفراغ الذى تحاول ملأه بظلال الحركة
هى نفسها لا تستطيع أن تفرق بين جسمها كمركز والخطوط المتقاطعة حوله
..خطوط غير مرئية تنعكس عليه فتجعلها تتوهم أنه الكأس حين ترفعه إلى فمها، الحائط ترتد عليه نظرتها
السيجارة حين تضعها فى فمها فتشعر بالنيكوتين يصعد رأسها.
تعرفها الشجرة معرفة وثيقة
تعرف كيف يكون مزاجها صباحا :
مهمتى الوحيدة على هذا الكوكب ملء الفراغ بقتل الوقت
أو قتل الفراغ بملء الوقت.
:تعرف ما يجب أن تفعله
اليوم ستحشو الكوسا بالوقت
وغداً ستحشو الوقت بكتاب عن تربية الأسماك.
لو كنت فى الشرفة المجاورة لقلت هذه امرأة ترتكب جريمة
فأصابعها المغروسة فى جذر الشجرة تبدو من بعيد كأنها مغروسة فى بطن أحدهم
فمها الذى يجتر شيئا يشعرك أنها نجحت فى انتزاع كبده
لو دققت النظر
لعرفت أنها تمضغ الوقت كبقرة تلوك العشب
لو دققت النظر أكثر لرأيتها تلوح قائلة:
أليس صباحا جميلا يا عزيزى؟!
هامش
الفراغ له مذاق الفراغ
إذا أردت معرفة الفراغ فما عليك إلا أن ترفع كوبا فارغا نحو فمك
إذا سألك أحدهم قل : أشربُ الفراغ بدون سكر وأحيانا بالنعناع.
شاعرة مصرية، تقيم في فرنسا
zahrayosry@yahoo.com

1 التعليقات
أعانى دائماً من تشابه الأسماء بينى و بين الشاعرة الرقيقة زهرة يسرى
دائماً يتم الخلط بيننا ، لكننى سعيدة بهذه الصدفة
إرسال تعليق