أنا الولدُ السيئُ؛ ,

السيئُ أكثرَ ممّا تتخيلون ,

أكرهُ النصائحَ والواجبات ,

أتشاجرُ يومياً معَ الحمقى ,
ومعَ الذباب ,

أكذبُ كثيراً بدونِ أسباب ,

أخونُ زوجتي مرتينِ في الشهرِ ,

أعاقرُ الخمرَ والنساءَ ,

أدخنُ كقطارٍ قديمٍ ,

وفي أوقاتِ الفراغِ ,

ألوِّثُ هواءَ المدينةِ بأفكاري الفاسدة ,

/


أنا ابنُ الشوارعِ والحاناتْ

ولدتُ هنا

مرةً

ومتُّ هنا

آلافَ المراتْ


/


أنا الذي مشيتُ كثيراً في الحياة

مشيتُ حتى تقوَّسَ ظهري / أتلفتُ الكثيرَ منَ الأحذيةِ / ملَّتني الشوارعَ والطرقات / حلمتُ كثيراً ككلِّ

الأغبياء / عشقتُ نساءً كثيرات / ومنْ سذاجتي أحببتُ المطرَ والبحرَ والأصدقاء / وبشكلٍ كاريكاتيري :

تساقطتْ أحلامي على الطريقِ كما تساقطت الأنظمة الاشتراكية / تساقطَ قلبي على عتباتِ النساء

/ تساقطَ شعري / والثلجُ والمطرُ الأزرق / الأصدقاءُ الجميلون / الأصدقاءُ الأوغاد

ت

س

ا

ق

ط

و

ا

كلهمْ

وما زلتُ أمشي


/


لديَّ عادتان سرِّيتان

واحدة تعرفونها

والثانية لا تعنيكمْ


/


عندما كنتُ صغيراً

كنتُ أحبُ شرشبيل

وأكرهُ السنافر

وكانَ لديَّ رغبة في التحولِ إلى طائرةٍ ورقيةٍ

أو ناطحة سَحابٍ مضادةٍ للطائراتِ

لأصادقَ الغيومَ

والطيورَ

وأرى الحياة منْ زاويةٍ أعلى

وربما - حينها - أقابلُ الله

صدفة

وهو يتجولُ بينَ الغيومِ

ويجيبُ عنْ أسئلتي البريئة


الآن

كفرتُ بكلِّ الآلهةِ

أحبُ " هانيبال ليكتر "

وأتضامنُ معَ " ميكي ماوس "

ما زلتُ أحبُ شرشبيل وأكرهُ اليوتوبيا

وأحلمُ بالسفرِ بعيداً

إلى بلادٍ " لا قيامة فيها ولا آخرة "

أفعلُ فيها ما يحلو لي

كأنْ أتمدَّدُ على أحدِ الشواطئ في يومِ الأحدْ

أحتسي البيرة

أتأملُ نساءَ البكِّيني المثيرات

وأصرخُ عالياً :

لا للبوركيني

نعمْ للبكِّيني


/


الحكمة

تركت الحمارَ وحيداً

وشنقتْ نفسها في ساحةِ الرئيس

لأني لا أستمعُ إليها

والندمْ

أكلَ أصابعهُ العشرينْ

ولمْ أتعلمهُ

ما حاجتي أنا للحكمةِ أو الندمِ

ما دمتُ ولداً سيئاً


/


أحيا

على كفِّ عفريتٍ أحمقٍ

يلفُ بي ويدورُ

منْ حماقةٍ إلى أخرى

وأنا على كفهِ

أضعُ ساقاً فوقَ أخرى كديكتاتورٍ صغيرٍ

وأضحكُ مثلَ " روبيرتو دي نيرو "

على حمارِ الحكمةِ الأعرج


/


أنا

.

.

.

صدقوني

أنا لستُ كذلكَ

أنا كلُّ هذا وأكثر...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر من سورية

عن " أوكسجين "

0 التعليقات

إرسال تعليق