حصتي من النفق : أحمد الملا

وطأتْ ثيرانُهم ,
أرضاً غير محروثة ،
في العتمة تلمعُ أعينهم ,
بالياقوتِ ,
كلما انتصبتْ أعناقهم ,
صدىً لذئابِ الليل ,
حفارون ,
بكلماتهم ,
كشطوا الدمَ الجامد َعن الجدار ,
دمٌ، يَعرفونَ أصحابه ,
قطرةً قطرة ,
شاعراً شاعرا. ...

حفروها بأسنانِ الليل
في كل حرف
وتناثرتْ أحجارُهم
بعلاماتٍ ملويةٍ
في بئرٍ عميقة.


أراهم،
ثيابهم مقلمة
بخطوطِ الأبد
يدلفونَ في منجمٍ عميق
يُنقّبون عن الضوء.

خرجَ منهم، المنهكَ
والمصابَ في رئتيهِ
وكثيرون انهاروا
في متاهةِ الكهوف.


في كلّ يدٍ سحرها
إبرةٌ أو معولٌ على الكتف
قليلون اصطادوا طرفَ الخيط،
بعضٌ، عبرَ الى ضفتهِ وحيداً
بسام حجار، محمود درويش، محمد الماغوط وسركون بولص
زمنٌ، سَبَقهم لاحقاً دربَ طرفة ابن العبد.


من ينتقي عروقَ الصخرة؟
وديع سعادة، تركَ حاشيةً قربَ تخطيطاتِ سليم بركات
قاسم حداد دوّن فصوصَهُ على مدخلِ المغارةِ
سعدي يوسف، محمد الثبيتي، أدونيس، زكريا محمد، عباس بيضون، أمجد ناصر
الحروفُ التي يشحذونَ أسنّتها ليلاً
في كلّ فاصلةٍ
وما يضمرونَ بين الأقواسِ
والحواشي.


وهنا في رملٍ ساخنٍ: عبد الله السفر، زاهر الغافري، عيد الخميسي، ميسون صقر، طالب عبد العزيز، إيمان مرسال، زياد العناني، اسكندر حبش، رشا عمران، عبد العزيز جاسم، جمانه مصطفى، نوري الجراح، يوسف عبد العزيز، علاء خالد، عاشور الطويبي، لقمان ديركي، أحمد راشد ثاني، علي العمري، عماد ابو صالح، عزيز ازغاي، لينا الطيبي، غسان الخنيزي، عصام السعدي، ياسر الزيات، ابراهيم الحسين، فراس سليمان، محمد الحرز...


هاهم
مسلخة أياديهم
ينفخونَ في الخسرانِ
يحتطبونَ، يجمعونَ الدخانَ
يطرقونَ الحديدَ ويشحذونَ الأزاميل،
أبحثُ عن أحمد الملا
علّه بينهم
بأظافرَ مثلّمة
يكتبُ حصّتَهُ من النفق.



8 مارس 2010
شاعر من السعودية، يقيم حاليا في هيوستن
amulla1@yahoo.com
عن كيكا