إن قصصت عليهم أني رأيت :
غمامة وجد تعطر أفقاً بعيدا ,
نجمة تتسلق صمتاً لتفتح بوابة الضحكة الشاردة ,
بحراً يعانق غصنا فتورق في قلبه قبلة وضحى عاشق ,
و شمساً خرافية تمتطي هاجساً مدهشاً ,
وسماء تؤثث لي مطراً من نبيذ المحبين ,
ذروا رماد جواربهم فوق حلمي ,
ورموني في الجب ,
إن قطفت لهم قمراًً أخضرَ كضحكة طفل ,
قطفوا لي قمراً أسودَ كسحنة ذنب ,
وان جئتهم حاملاً قبلاً وورودا ,
أتوا حاملين إلي جروحا ,
قلت لهم : إن هذا الرفيف المغرد فوق غصون السحاب ,
المخبأ في ردهة الحلم ,
وهزيع الأغاني الجريحة ,
هو أنا ,
هذا النهر النائم وراء جفونكم هو حنيني ,
هذا القمر التائه في لياليكم
هو أيضا أنا
ولأن قهقهاتهم كانت أعلى من ظلي
أثقل من أنفاسي
رحت أقلم أظافر غيظهم بهديل دماثتي
أغسل رائحة شبابيكهم
المطلة على ظلال مقبرة عمياء
أهذي بتعويذة تشبه الدعاء
تعويذة تشبه الشفقة
وأشرع في تنقية الهواء
من عسس ظنونهم
وأغسل السماء من سعال أقنعتهم .
هل أدفن أوجاعي في البئر
وأمسح بقميصي جباههم
من عرق الخطيئة ؟
ما أفدحه هذا الغبار
الذي يخدش ثغر النور بزكام الطعنة
وما أتعسه هذا الزمن
الذي يدس ذئاب الوجع تحت وسادة القصيدة
دعوني أحبكم
دون رتوش
دون كلام مفخخ
وزغاريد خانتها الدهشة
دون بريق مستعار
وابتسامة ملثمة بالسراب
أظن أنكم بحاجة لملاحقة عصافير البغته
حتى يتنفس القمر في صدوركم
كي تتعلموا كيف توارون سوءاتكم
قبل أن يهديكم الشيطان نياشينه
لا ترجموني بحجار النميمة
اتركوني أحترق كشمعة
أخترع قناديل حب أخرى
وأرفو صدى أصواتكم المشروخة
التي لم تمارس الانحناء لمواويل الحنين
دعوني ألمع زجاج الذاكرة حتى لا يغشاها الندم
وأطهر قلبي كل صباح
بماء القصيدة
لا تلصصوا على أناقة حلمي
حوكوا قمصان شخيركم بعيدا عن أمطاري
وادلقوا غبار عوائكم في العراء
حتى لا تلسعني حماقتكم
وقبل أن تقذ فوني بناركم
قولوا: ( يا نار كوني بردا وسلاما )
فأنا رغم كل شي
مازلت أحبكم

0 التعليقات
إرسال تعليق