الغسيلُ

هاتفتُكِ اليومَ ,
أنتِ تماماً منهمِكةٌ بالغسيلِ (أطنانٌ مِنْ قمصانَ ومُلاءاتٍ وسراويلَ...) ,
أنتِ المنهكُةِ بما تغسلينَ ,
كمْ أشتهي ,
أنْ أرغي وأدورَ في غسّالتِكِ (أطيرُ مُتوزِّعاً في الفُقاعاتِ)..أنْ تدعكيني على حجرٍ وماءٍ ,
لتنشريني على حبلِ أعصابِكِ غسيلَكِ الذي ,
لا يُريدُ أنْ يجِفَّ...



*الظّهيرةُ \طور كرم



الرّائحةُ

أتميّزُ رائحتَكِ مِن بينِ روائحٍ ألفٍ أو يزيدُ..بينَ البارودِ والقَرَنْفِلِ والخشبِ(تنخُرُهُ الأرَضَةُ)..بينَ الغازِ المُسيلِ وبُخورِ كاتدرائيّاتٍ..بينَ النشادِرِ وبينَ مراكبِ صيّادينَ..بينَ عشبٍ ومساءاتِ الحانةِ..بينَ وبينَ..أتميّزُ رائحتَكِ حقّاً..تلكَ التي تطبُخني في حديقةٍ مِنْ توابِلَ..التي ليسَ لها طعمُ أو لونُ أو شكلُ أيّةِ رائحةٍ..
شميمُ إبطِكِ..خوابي نبيذٍ بينَ أصابعِ قدميكِ..قميصُ جلدِكِ يندى..عرقُ السّافانا تتوحّشُ أسفلَ بطنكِ..فمُكِ الذي يَزُمُّ زهرتَهُ..الذي يتفتّحُ رائحةً للرّضيعِ..تلكَ رائحتُكِ التي تتشَمّمُها الحدائقُ فتدخلُ الكوما..مِنْ أوّلِ (آخرِ) الكوْنِ كمْ أتبعُ رائحتَكِ كذئبٍ حينَ أشتمُّ في عروقِكِ الحليبَ..أتبعُها بأنفي الذي يعمى..تلكَ رائحتُكِ التي دجّنتني ذئباً في الممرّاتِ الضّريرةِ وفي الدّهليزِ الذي أطولُ مِنْ عُمري..رائحتُكِ التي تُبقيني أحبو على أنفي
إليكِ ولا أصلُ...

*صباحاً \ طور كرم



السّطوُ الأبيضُ تماماً

تقترِبُ السّاعةُ مِنْ ثالِثتِها صُبحاً و
أنتِ تتغمّسينَ في عسلِ منامِكِ الآنَ
اللّيلةَ ساخراً مِن البوليسِ وكلابِهِمْ أسطو على خزانةِ ملابِسِكِ
أسطو بشهيّةِ علي بابا واللّصوصِ الأربعينَ وبغريزةِ "روبن هودَ" فتى الصّعاليكِ
سوفَ أنهبُ الرّائحةَ القديمةَ حينَ أفتحُ بابَها..أنهبُ قمصانَكِ المُشتهاةَ
المايوهَ و سراويلكَ المُشكّلةَ
فساتينَكِ المفوّحةَ برحلاتِكِ البحريّةِ وحفلاتِ اللورداتِ
جوارِبَكِ اللّحمَ
ستياناتِكِ التي أخذتْ شكلَ هرمِ ثديِكِ
معطفَكِ الذي ضحّى من أجلِهِ 7ثعالبَ و3دببةٍ 4سناجيبَ..إلخ..
كنادرَكِ ذاتِ الكعبِ وغيرَ ذات الكعبِ..(إنَّ مصاغَكِ لا يعنيني البتّةَ ولا أنْ أدخلُ غينسَ لهذا العامِ)
ثمّةَ في خزانتِكِ ما يُهْوِسُني حقّاً
ثمّةَ ما ليسَ لدى البنكِ المركزيِّ أو
في خزائنِِ الدّولةِ و
قبلَ ألوذُ بما نهبتُ وبأحمرِ شفتيِكِ سوفَ أوقِّعُ على مرآتِكِ تحياتي و
أرسمُ قلبَ اللِّصِ الأمير

*مساءً \ طور كرم



ملابسٌ

حينَ تخلعي كلَّ الذي ترتدينهُ (وتعلّقيهِ على مِشجبِ دَهشتي)
حينَ تتخلّصي من كلِّ قشورِ الملابسِ
حينَ تتقشّرينَ لي و
تمشينَ كما الماءِ (روحَ الماءِ)
أتأمّلُكِ الآنَ بصريحِ ما تلبسينَ
مُنتهى الثِّيابِ
ترتدينَ ملبَسَكِ الصّريح

*ليلاً \ طور كرم

خاص - فوضى

0 التعليقات

إرسال تعليق