تَأَمَّلْتُ أَنْ أَتَزَيَّنَ ،
وَأَلْبِسَ أَزْرَارَ السَّمَاءِ ..
تَأَمَّلْتُ أَنْ أَسْرِقَ مِنَ المَدِينَةِ مَلَامِحِي ,
أَنْ أُعِيدَ الْأَقْمَارَ إِلَى قَلْبِي ،
وَمِنْ عَبَثِ الشِّتَاءِ شَقَاوَةَ تَمَرُّدِي ..
تَأَمَّلْتُ أَنْ أَكُونَ عَرُوسَ الْفَاكِهَةِ ،
وَنَخْلَةً ارْتَدَتْ مِعْطَفَ الْغَيْمِ ..
تَأَمَّلْتُ أَنْ أَكُونَ بَسْمَةً خَضْرَاءَ ,
لكِنَّ خُطَايَ انْحَدَرَتْ إِلَى سَاحَةِ الرَّقْصِ ،
وَتَجَمَّدَتْ كُلُّ المَوَاعِيدِ فِي عَيْنَيَّ،
وَفِي نَغَمَاتِ السُّكُوتِ
تَذَكَّرْتُ جُرْحِي فِي الطُّيُورِ الْهَارِبَةِ،
وَأَنْتَ تُشَيِّعُ سُنْبُلَةَ المَطَرِ فِي اللَّهْثِ
تَهَبُ الْعَيْنَ مِنْدِيلًا عَاشِقًا..
نَقَرَ الْعِتَابُ وَجْهِيَ
كَيْ أَرْثِيَ عُصَارَاتِ أَجْزَائِي.
عِيدٌ
طَرَقْتُ بَابَ الْحُبِّ
قَالَ فِي رِقَّةٍ مُتَهَلَّلَةٍ:
أَدْخِلِينِي فِي عَبَاءَتِكِ رَضِيًّا بِمَا يَشْتَهِي الدِّفْءُ
نَشْرَبُ كُوبَ الْغَسَقِ،
وَنَسْتَبِيحُ الْأَحْلَامَ كَبَاقِي الْعَاشِقِينَ،
وَنَدَعُ أَيْدِينَا تَهَبُ أَعَاصِيرَ الْقَلْبِ جَسَدَ رُبَّانٍ
فَاللَّيْلُ غَيْرُ ضَرِيرٍ
جَاءَتِ الْأَقْمَارُ فِي هذَا الْعِيدِ
لَمْ يَنْهَضْ لَهَا أَحَدٌ
فَهَنِيئًا لِمَنْ تَحَابُّوا،
وَأَنْكَرُوا وَصَايَا الْخَرِيفِ.
دَائِرَةٌ
هِيَ أَنَا؛
مُحِيطِي فَضَاءٌ
قُطْرِي صَرْخَةٌ لَمْ تُفْهَمْ بَعْدُ مِنْ شِدَّةِ الضَّوْءِ
دَوَرَانِي هَذَيَانٌ أَمْلَسُ،
وَسَقْفِي إِشَارَاتٌ حَمْرَاءُ
صَفَاؤُهَا اغْتِيلَ عِنْدَ الْفَجْرِ الْأَسْوَدِ.
أَفْكَارٌ
دَبِيبُ وَقْعِ الْأَفْكَارِ نُقُوشٌ فَوْقَ كَفَّيْنِ
شَاءَتْ تَرْوِيضَ الشِّفَاهِ
فَالصَّمْتُ غَابَاتٌ فِي تَجَاوِيفِ المُحِيطِ
يَغْرَقُ فِي تَفَاصِيلِ الْعَرْضِ وَالطُّولِ..
هذَا الزَّمَنُ المَطْرُوقُ أَعْوَامٌ مِنَ الصَّمْتِ
فِي دَفَاتِرِ الْقَحْطِ أَيْقَظَتْ حُزْنًا،
وَوَدَّعَتْ أَزْهَارَ الحَنِينِ.
غَبَشٌ
إِلَى مَنْ أَهْدِي قَلْبِي وَالمَعَابِدُ نَائِمَةٌ؟
إِلَى مَنْ أَهْدِي نَبْضِي وَالْكَنَائِسُ عَذْرَاءُ؟
الْحَيَاةُ أَهْدَتْنِي قَلْبِيَ،
وَقَلْبِي نَامَ فِي الْجُنُونِ
أَمْطَرَ ضَوْضَاءً وَغَبَشًا مِنْ كَلَامٍ
لَمْ أَصْعَدْ إِلَى الْحُلُمِ
مَا زَالَ حُلُمِي مُدَجَّجَ الْقَلَقِ
يَجْفَلُ فِي ابْتِهَالِ المَدَى كَمَا الْحَفِيفُ
لَا شِيْءَ سِوَى الْغَبَشِ فِي جَسَدِ الطِّينِ
لَا شَيْءَ سِوَايَ.
شاعرة من الأردن

0 التعليقات
إرسال تعليق