يسكنني المكان, أفتح عيني حتى أصل إليَّ لا أراهن على حرب ظلال ولا مفاهيم تتقافز بين الكتب لتبتلع وجهي فقط أجلس هنا أمارس الشك ببياض لاينطق, تتدحرج أرض تحت قدمي فلا يثبت ظلي.
ولدت في مجاز غائص بكائنات تركض في كل اتجاه غير معنية سوى بشجرة نبتت هكذا صدفة بلا حراس لكن الثمار تجيد لعبة الغميضة.
أول الابتلاء نجمة انزاحت عن الدرب فكان لابد من رمل يرث السرد بلا ألوان ولا بخور حضرت لأكون الراوية.
تقنعني تلك اليد بإخفاء نصف وجهي بالحناء,عندما وصلنا إلى أول السلم لفني شعور بالرهبة ممتزج بفرح غريب هي الآن ستكشف ما تبقى من كابوس أمس ,لقد دخلت عماء السرد أحمل بداخلي مجمر الوعي حتى أردم الأدراج إذا صادفتني خديعة منها.
حين تلج الدار الكبيرة يجب أن تحذر حتى من الماء كل شيء هنا فاقد لصورته حتى أنت قد تصير الآخر أو تصيرها تلك اليد الأفعى
أذكره الآن بجلبابه الواسع الأبيض كان يمر على الظلال الواقفة يباركها ببعض التمتمات إلى أن وصل إلى ظلي فقال: أنت لست من أهل المكان فكيف حضورك واللغة هنا جلد مستعار أيتها الصادقة؟لقد جلبت لنا العار وأفصحت بالسماء قبل القِطاف , لعنتك البيادر والصبايا السود سيظل كتابك معلقا بحروف مبهمة لن يفهمه رعاة المملكة فكيف يكون لك المفتاح؟
تبعته ولم يكن هو كان عازفا يرددك فقط. سر نايك تبعثر فكيف سنفهمك أيتها الشجرة المباركة؟
إن أردت الغفران فعليك بالجاوي.
- السرداب مرشوش بالحليب درويش يهودي يمرر فوق رأسي مبخرة تعج منها رائحة الجاوي تعبر مسامي فأشعر بأن جسمي يتغير لونه"ها الجاوي..هاصلبان" أتفقد دمليج الفضة كانت أهدتني إياه سيدة شريفة من زاوية "سكرات" أقرأ في سري بعض السور القصيرة , ثمة هاتف يهمس بداخلي:
إذهبي فأنت الآن أمنة.
- يمد إلي يده بمناديل مختلفة ألوانها أحب الأصفر عنقودا ممدودا بيني وبين البئر التي اقترفت باطن اسمي قبل ولادتي."مي حادة" ترش زوايا غرفتي بالملح"سي محمد" يضع عمامته البرتقالية يجلس في مكانه المعتاد عند باب الغرفةحارسا أبديا لأسرارها الليلية
" احنا مزاوكين فيك ألا لا شريفة الشجرة المباركة المسعودة إلا ماداوي لينا هاذ البنيتة" أضع حبات الأرز في الغربال أرشها بقليل من ماء بئر زمزم وأدخل في التفسير:
ريح وأش من ريح
لابد من الضحية وتكون كبيرة وتدير الحنة في ليلة كناوية.
- حين اختفى الزوار تركوا ألما شديدا في سائر أنحاء جسمي. أتجنب النوم وأحتمي بكراستي وقلمي, أعرف جيدا أن النساء سيعدن بمجرد أن أستغرق في النوم طالبات راغبات في "بركة" لا أدري من أين سقطت فجأة على روحي لكن أصبح الكل يعرف سرها هناك, لذلك ففي كل ليلة أسمع أزيز السلالم والخيام التي تنصب بالمقربة من سريري قد أبدو مجنونة في عرف أهل هذه الأرض بعد تردد كبير فكرت في أن أكتب هذه السيرة سموها هلاوس أو ماشئتم!
المغرب
0 التعليقات
إرسال تعليق