هذهِ الليلة

لنْ نختلفَ على فلمِ السهرة

لنْ أجبركِ على متابعةِ نشراتِ الأخبار

أو البرامج التي تكرهينها

سأجلسُ

وبمحضِ إرادتي

أتابعُ معكِ fashion tv arabia

أبدي إعجابي

بآخرِ صيحاتِ الموضة

وبرشاقةِ عارضات الأزياء

وبكلِّ سلاسةٍ

سنتبادلُ أطرافَ الحديثِ

والقبل الدافئة

كما لو اننا في فلمٍ رومانسي طويل


الليلة

لستُ وحيداً تماماً

لديَّ غيابكِ

ولديَّ ما يكفيني منَ الورقِ

لأكتبَ لكِ مئات الرسائل بخطِ يدي

ثمَّ أمزقها


غيابكِ :

- خطأ فادحٌ .. وما منْ أحدٍ سيعترفُ بارتكابهِ .

- جريمة منظمة.. أشتركتْ فيها خمسُ دولٍ كبرى على الأقل .


ذاكرتي...

طافحة بالبكاءِ

وانا أبحثُ عنْ ذاكرةٍ بيضاءٍ كالثلج

كأسنان اللواتي يظهرنَ باسمات في اعلانات معجون الأسنان

ذاكرة لا تحتلينها بتفاصيلكِ

لا وجودَ لكِ فيها

ولا أثر


ولكن ...

للأسف

وللأسف الشديد

ذاكرتي ممتلئة بكِ..


ملابسـكِ الداخلية المبعثرة

تثيرني وتزعجني

وفي رأسي تجولُ آلافُ الأفكار

أفكرُ باطلاق الرصاص على الذاكرة، أفكرُ بكتابةِ قصيدة طويلة ومملة عن الغيابِ والوحدة،

أفكرُ بالخروجِ إلى الشارعِ عارياً بدونِ سـبب، أفكرُ بالامتناع عنْ التفكير بكِ، أفكر بالتوقفِ عنْ التدخين،

أفكرُ - معَ مسحةِ حزنٍ مفتعلة - بالعوانسِ والأراملِ والمطلقاتْ، أفكرُ بالفقراء والعاهرات،

أفكرُ بالأشجار والعصافير وثقب الأوزون، أفكرُ بالحروب والأمراض والحوادث التي...،

أفكرُ في الغايةِ بعيداً عنِ الوسيلة، أفكرُ بأصدقائي الأوغاد، أفكرُ بالآخرين جميعهم وبالجحيم،

أفكرُ بالأخطاء التي لمْ أرتكبها، أفكرُ بحرق أصابعي منْ شـدةِ الندم..


الكلاب التي تعبرُ الشارع الآن

لا تعنيها الإشـارات الحمر أو غلاء الأسـعار

أو قانون الطوارئ

أفكرُ بها.. وأحسدها


أفكرُ بشراءِ خزانتين كبيرتين

واحدة للأفكار التافهة

والثانية لملابسـكِ الداخلية


الوحدة طقسٌ ضروريٌ

لكتابةِ قصائد رديئة

وللإحساسِ أكثر بتفاهةِ هذا العالم


الجو باردٌ في الخارجِ

وفي الداخلِ...

الهواءُ فاسدٌ

" ثمنُ التخلص منَ الهواءِ الفاسدِ هو التعرض للبردِ "

حكمة تافهة..

وحمقاء

أركلها على قفاها وافتحُ النافذة


الهواء يتدلى منَ النافذةِ

يهديني النعاس

والذكريات تثيرُ منْ حولي غبارَ الندمْ


نكاية بغيابكِ

أسـكبُ كأسين منَ النبيذِ

وللنكايةِ أكثر....

أستمعُ إلى موسيقا الجاز التي تكرهينها

يجرحني عزفُ " لويس آرمسترونغ " على الترومبيت

ولكنْ.....

ليسَ هذا ما يؤلمني

ما يؤلمني

هو غيابكِ

0 التعليقات

إرسال تعليق