أنا و أنتِ في كلامٍ ضرير
داخل أضواءٍ مسمومة
سأفتح فمك بالقوّة وأملأه بالرمل
ثم أضع أذني عليه و أسمعك تستغيثين
أنتِ و سرّك المبلول الخارج من هذيانك
والعماء الذي يظن نفسه بنفسجياً
وكلّ تلك النجوم الصغيرة التي تحدّق في لهاثك
أنتِ يا عين الجنازة
يا عين الفوضى
يا عين الأبديّة ذات الأجراس
يا عين الحبر الواقف في المذبح
يا عين الجنون ..
كان زيت الأيقونات يرشح في صمت ..
العين قديسة وهي مغمضة ,عاهرة وهي مفتوحة , ترى جسد الميت و الحيّ
وعورة المرايا و الحطب ,خدوش النوافذ التي أضحت أذرعة و سيقان واليواقيت
الحافية حول فم النهر ..
بعد جيلين من الفرار و النوم بمسامٍ مفتوحة أضحت وكراً للعراء
أمسكتِ بي أتصبّب عرقاً وأضحك كالمجانين ,في رأسي أخيلة تشرب من فم فرس ٍ
ميتة ووصايا رطبة كأنّ أفعى كتبتها بلعابها :
- لاتنسَ أصفادك في الزنزانة حين تخرج أيّها الحلم
مازال الليل طليقاً و يفتش عنك
الهواء يتسع لجريمة أخرى
حيث لا شاهد سوى ثمرةٍ كفيفة
تحسب السّكين ضفة بحيرة سيئة الطباع
حين تضع الأصفاد في يد الليل
وتلقيه في تلك الزنزانة الموحشة
مع اللصوص و الأوغاد
لا تخبرها أنها كانت سكين
كي لا تسقط سريعا ً إلى الأرض إن تحسّست عنقها من جديد ..
دع يدك مفتوحة ً أيضا ً طوال الوقت
لا تعلم متى تأتي العصافير لتبحث عن قمح
وان لم يكن هناك قمح
ستغضب يدك و تطير معهم
املأها الآن و مدّها
يد ٌ واحدة لا تكفي لتلم العصافير الميتة عن الأرض غدا ً ..
...
لا تحدّق
لا تحدّق
لا تحدّق
...
البصر ..
شجرٌ مطهو بماء الهوس
لا أحد ينتصر هنا سوى رائحة ٍ تشدّني من أهدابي
ثانية ً إلى جحر القيامة
أصدّق أن للجبال ذيل سمكة ٍ حجري ّ وللأمواج أمّ تنهرها كلّما تأخرت عن البيت
البصر الذي يتنصّت على قدميّ , ويقف بيني وبين اليابسة , مديراً ظهره للرحى التي
تدور و تطحن بيوض الدّم الصغيرة , يذوب فجأة كالملح في ماء اليقظة , لا يبقى منه
سوى باب يفضي إلى سخام ضوئي .
كل شيء كان يسقط ,
الأقبية التي تحرس دماغ الصمت
جذور الشجر و نجمة البحر في قيحها المرجاني
الهوّة أيضا كانت تسقط بين أصابعي
وحدها الصخرة الخائنة كانت تعلو في الظلام
تشقّ طريقها إلى عين ٍ أخرى ..

0 التعليقات
إرسال تعليق